رئيس التحرير
عصام كامل

المشاركة في تحقيقات نيوزيلندا!


تتبدل المعلومات الواردة من نيوزيلندا حول الحادث الإجرامي الذي جري الجمعة كل حين.. حتى فوجئنا جميعا بوجود أحد عشر مصابا مصريا، ويقول سفيرنا هناك "طارق الوسيمي" إنهم في حالة خطرة.. فضلا عن الشهداء الأربعة الذين استشهدوا في الحادث فور وقوعه.


معلومات متناثرة هنا وهناك، تتناقض إلى أقصى الحدود من مطاردة المجرم مرتكب الحادث إلى وصول الشرطة والإسعاف بعد ساعة كاملة من الجريمة وفق ما قال السيد "خالد المرسي" شقيق شهيد الحادث "أشرف المرسي"، ومعلومات أخرى عن إبلاغ الحكومة بالحادث قبل وقوعه، إلى إبلاغها قبل الحادث بعشر دقائق فقط وتعذر معها منعه من الحدوث!

كل الارتباك السابق في المشهد النيوزيلندي يدفع إلى أهمية وجود ممثلين لمصر في التحقيقات التي تجري، بخلاف اطلاع السفير المصري عليها، أو تقديم نسخة من التحقيقات لمصر كما تفضل السيد النائب العام بطلب ذلك، إذ ربما تحول مهام السفير أو حتى تخصصه من المشاركة في التحقيقات، وربما لا يغضب الجانب النيوزيلندي أن تطلب مصر ذلك، حيث تبدو قيادته متفهمة لخطورة ما جري حتى عرضت تكفلها بنقل جثامين الشهداء على نفقتها الخاصة..

وأمس أعلن سفيرنا عن تنسيقه مع سفير الشقيقة الإمارات في توحيد حركة السفراء العرب والمرور لتتأكد من تأمين باقي المساجد، وهذا التنسيق يوحي ليس فقط بخطورة الموقف وإنما أيضا بإمكانية تشكيل وفد تحقيقات عربي مشترك ولو بإشراف الجامعة العربية!

حضور التحقيقات مهم.. الاطلاع على الأدلة وحق توجيه الأسئلة بعد السماح بذلك مهم.. فلا نعرف إن كان الحادث فرديا أم له أبعاد أخرى.. هل هو عمل انفعالي وحشي أم بداية لسلسلة أخرى من العمليات.. والسبب الأهم في كل ذلك: أن ترتاح أمهات وآباء وشقيقات وزوجات وأزواج الضحايا حتى لو كان بعضهم يحمل الجنسية النيوزيلندية إذ تثبت الأحداث كل يوم أنه لا بلد إلا بلدك الأصلي.. الذي شهد مسقط رأسك وبه أهلك وفيه مثواك الأخير!
الجريدة الرسمية