القرآن وقوانين أينشتين(3)
للتذكرة.. فقد أوقفنا هذه المقالات لطرح نتائج نظرية "فرق المنطق التفاضلى" للباحث المهندس أحمد الشافعى، ولقد توقفنا فى المقال السابق عند جزئية تقول: إن تحقيق عروج الملائكة داخل السماوات بالكيفية التي نص عليها القرآن في الانتقال إلى أعلى يستوجب أن يتوفر شرطان هندسيان، وهما: أن تتوفر {قوة} فى سطح السماء الداخلى والتى ينتقلون فيها لا تسمح للملائكة باختراقه فيكون الإعراج قسرا وجبرا فى كل سماء،لأن هناك سطحا ما داخل السماء لا يمكن اختراقه بالطريق لأعلى في خط مستقيم، وأن تخطيه يقتضي الدوران حوله في طريق دائري.
أما الشرط الثاني هو شرط السرعة ويعني ضرورة أن توجد نسبة وتناسب بين "سرعة الملائكة" و"نصف قطر السماء التى ينتقلون فيها" بما يتناسب مع عزم القصور الذاتى وإلا فإنها تسقط لأسفل، هذان الشرطان يتوافران في الكرة الحديــدية التى تدور داخلها دراجة نارية رأسيا وأفقيا ولا تسقط، فهل ورد فى وصف السماوات ما يتطابق مع هذين الشرطين؟
تجيب الدراسة عن ذلك التساؤل بأنه ورد في الآية رقم 7 من سورة الذاريات ما نصه {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ } والحبك هو القماش المنسوج ونتيجة حبـكه المتين تضيق مسامه فلا ينفذ منها شىء، ولذلك فالمعنى يقصد منه عدم اختراق ونفاذ أى شىء من السماء، وفي سورة "ق" الآية 6 تقول { أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ}.
الفُرُوج هي الثقوب وشروط البناء السليم أن تكون أحجاره متداخلة فيما بينها بحيث لا يوجد أي{ فُرُوجٍ} فإن حدثت فُرُوج فى السماء فإن الإعراج لن يتحقق،لأنه عند موقع أى ثقب ستنطلق الملائكة عند هذا الثقب إلى الخارج رغما عن إرادتها فى خط مستقيم لذلك يتحتم أن تكون السماء {مَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} وذلك التوصيف يؤكده نفس الشرط فى معنى الآية السابقة {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ } وفي سورة الطارق يقول الله تعالى [ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ] (الطارق11) [إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ] (الطارق 13) { وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} (الطارق14)
فالرَّجْعِ هو الرجوع نتيجة ارتداد والارتداد يكون نتيجة اصطدام بجسم صلب ويتحقق هذا الارتداد فى صرامة بغير هزل وهو أمر نهائى فى قوة القانون قسرا وجبرا.
وفي سورة الأنبياء الآية( 32 ) يقول الله تعالى (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُون) هذا السقف يقع ضمن "بناء" فى الوصف العام الذى يكتمل بالآية (6) سورة (ق) والتي تقول [ السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا] فكان البناء يتضمن هذا الـسقف المحفوظ فمع هذا الـ"بناء" ووجود {ملائكة تعرج} داخله فستكون حركتها (دائرية) نتيجة لشكل البناء الدائري، وإذا علمنا من الآيات أن له { سقف} يغطيه من جميع الاتجاهات فيصبح هذا البناء على {شكل الكرة}
فيصبح انتقال الملائكة داخل هذه "الكرة" فى جميع الاتجاهات إلى أعلى وإلى أسفل، ورأسيا وأفقيا وتتوافق حركة انتقالها داخل الكرة "جبرا" مع انحناء سقف الكرة فيصبح الإعراج قسريا.
مع الحفظ كما نص القرآن {سَقْفاً مَحْفُوظاً} فى إشارة إلى استقرار السقف وثباته، فمع هذا الحفظ تتحقق القوة التى لا تسمح بالعبور من سماء إلى سماء... فكيف يتسنى للملائكة العبور من سماء إلى أخرى؟
ذلك ما يؤكد أن فى السماء ما يسمح أو لا يسمح بنفاذ الملائكة من سماء إلى أخرى، يقول الله تعالى في سورة الرحمن الآية (33) [ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لاتَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ) هذه الأية تؤكد إمكانية النفاذ إلى السماء، ولكنها تشترط أن هذا النفاذ مقيد بأن يكون من خلال سلطان،
فما هذا السلطان؟.. هذا بيانه فى المقال القادم...