رئيس التحرير
عصام كامل

مثقفون: ثورة 1919 حركة شعبية خالية من التدخلات الخارجية

 الدكتور مصطفى الفقي
الدكتور مصطفى الفقي

بدأت أولى جلسات المؤتمر الدولى" ثورة ١٩١٩ بعد مائة عام" بالمسرح الصغير بدار الأوبرا، تحت رئاسة الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية.


ووصف الفقي الاحتفال بثورة 1919 "بالظاهرة"، لما لها من أهمية كبرى منذ انتفاضة القاهرة الأولى والثانية وصولا لها، مضيفا أن ثورة 1919 لها عدة سمات منها أنها حركة شعبية خالية من أي تدخلات أخرى، خرج فيها الشعب ليوقف حركة الحياة بشكل كامل في حالة إضراب مدني لم يعرف من قبل، وأنها مدنية الثورة بمعنى أنها أول حركة شعبية تخرج من عباءة الدين.

وعلق الدكتور سمير مرقص مقرر لجنة ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان، أيضا على الاهتمام بثورة 1919 هذا العام، وأكد أنه ينم على حب الشعب المصري وشغفه بمعرفة تاريخه ورموزه.

وأضاف مرقص أن ثورة 1919 كانت نتاج "خلق منظم" كما على الأربعين عاما التي سبقتها، وأشار إلى أن كثيرًا من الكتاب والمفكرين تناولوا أسباب قيام تلك الثورة وحللوا العقود التي سبقتها، مشيرا إلى أنه رغم الاختلاف على دستور ١٩٢٣إلا أنه في النهاية هو بداية تأسيس الحركة الدستورية المصرية.

وأشار مرقص إلى الحراك المجتمعي والنهوض الوطنى في العصر الحديث بداية برفض المصريين للحملة الفرنسية واختيارهم لحاكمهم وهو محمد على في بداية القرن، الـ19 ثم التصدي للاحتلال الإنجليزي إبان ثورة 1919، والمطالبة بالاستقلال وتشكيل الهوية المصرية وبخاصة بالدول العثمانية وبريطانيا العظمى، مختتما حديثه بالقول :"ثورة 1919 استطاعت تغيير وجه مصر من الظلمة إلى الإشراق والنور والحرية".

فيما أشارت الدكتورة لطيفة سالم عضو لجنة التاريخ بالمجلس، أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب جامعة بنها، إلى الثورات والاحتجاجات في العصر الحديث منذ عصر محمد على.

واستعرضت الدكتورة لطيفة تاريخ الثورة العرابية وما واجهته من تعاون قوى داخلية وخارجية على إجهاضها، ونجاح المخطط البريطاني لاحتلال مصر، ونتائج إعلان الحرب العالمية الأولى التي ساعدت على قيام بريطانيا على دعم سياستها وأوضاعها في مصر ونجاحها في إسقاط التبعية العثمانية.

كما حللت لطيفة سنوات الحرب الأربع التي اعتبرتها مقدمات لثورة 1919 والتي عانت مصر فيها من إجراءات تعسفية، حيث أصبح السلطان حسين كامل، ومن بعده أحمد فؤاد والوزراء المصريون مجرد تابعين للأوامر الإنجليزية.

ووصفت الأوضاع المالية والاقتصادية بالسيئة، مما جعل كافة الطبقات سواء العامة من فلاحين وعمال أو الطبقة الوسطى أو ملاك الأراضي من الغضب والتمرد، ولقد أمدت الغضب كما قالت ليفرز اعتداءات وهبات انتقام من السلطة البريطانية، ومن كل هذا كما بررت أصبح المصريون في حالة استعداد وتأهب لتصعيد الأمور لتكون ثورة أشعلها سعد زغلول ورفاقه في 1919.
الجريدة الرسمية