فتنة «مراهنات القسم الثاني».. «صبحي» يطالب بتقصي حقيقة التعاقد مع شركة إيطالية.. مخاوف من تفشي الظاهرة في الكرة المصرية.. واتهامات بالعمولات في أندية الممتاز.. والوزير يقرر فتح تحق
بعد توارد معلومات عن تفشيها وخشية من تحولها إلى ظاهرة لا يمكن السيطرة عليها، طالب الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، مساعديه وعددا من قيادات مديريات الشباب والرياضة في المحافظات، بتقصي حقيقة انتشار المراهنات في دوري القسم الثاني المصري، وتعاقد عدد من الأندية التي تلعب في الممتاز (ب) مع شركة مراهنات إيطالية شهيرة، مطالبا بالتحقيق في الأمر الذي أثار ضجة كبيرة خلال الفترة الماضية.
المراهنات الرسمية
ويشهد الموسم الحالي الظهور الأول الفعلي للمراهنات بشكل رسمي، بعد تعاقد الشركة على رعاية عدد من أندية دوري القسم الثاني، مقابل توريد ملابس لهم، حيث تحمل تلك الأندية إعلانات شركة المراهنات على قمصان لاعبيها، بجانب ظهور إعلانات لها في الملاعب، وهو ما أثار حالة من الجدل بين أندية دوري القسم الثاني.
كما شهد الأمر غضب وثورة داخل بعض الأندية الكبيرة في القسم الثاني، واتهامات لبعض أعضاء مجلس الإدارة بالحصول على عمولات مالية مقابل التعاقد مع الشركة الإيطالية وتمرير الأمر، وهو ما أثار غضبا كبيرا دفع الوزير للمطالبة بفتح تحقيق سري للتأكد من الأمر وبيان مدى مشروعيته من خلال التنسيق بين مديريات الشباب والرياضة وقيادات «الشباب والرياضة» للتأكد من حقيقة انتشار تلك الشركة وحصر وجودها مع مراجعة عقود الرعاية لتلك الأندية بشكل مفصل، لا سيما وأن قانون الرياضة الجديد يجرم المراهنات بشكل كامل في الرياضة المصرية، ويحظر المراهنات، ولا يجوز للهيئة الرياضية المراهنة بأموالها.
وشهدت مباراة سيراميكا كليوباترا والترسانة بدوري القسم الثاني، ظهور إعلانات لشركة المراهنات الإيطالية (1XBET)، وهي واقعة غريبة بعد ظهورها بشكل رسمي والحصول على الموافقات لوضع شعاراتها في مباريات دوري القسم الثاني، كما ظهرت على قمصان العديد من أندية دوري القسم الثاني على رأسها الترسانة والوليدية وغيرها من الأندية الأخرى في الممتاز (ب)، وسط تكهنات بأن عملها في القسم الثاني تمهيد لدخول المراهنات في الدوري الممتاز.
الفترة المقبلة
ومن المنتظر أن تشهد التحقيقات أحداثا ساخنة في الكرة المصرية خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الشركة التي تنتشر مؤخرا في الملاعب الصرية، هي نفس الشركة التي أعلن رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك في أبريل الماضي تعاقدها مع مجلس إدارة اتحاد الكرة، مؤكدا أن «الجبلاية وقعت عقود مع شركة مراهنات إيطالية شهيرة تدير مراهنات على مباريات الدوري المصري».
وأضاف: إذا كان اتحاد الكرة لم يوقع عقود المراهنات مع الشركة فليرسل لها ويسألها كيف تجري مراهنات على الدوري المصري، وهناك حكام مشتركون في المراهنات، ملف المراهنات فضيحة كبيرة لاتحاد الكرة، فلقد وقع عقودا مع هذه الشركة ولا يستطيع نفي هذا الأمر، وأمتلك صورا للخطابات بين الجبلاية وشركة المراهنات في الفترة الأخيرة بالإضافة إلى صور تذاكر المراهنات».
تجدر الإشارة هنا إلى أن المراهنات تعد هاجسا يطارد الكرة المصرية في السنوات الأخيرة، حيث بدأ الأمر منذ عهد الراحل سمير زاهر، في عام 2007، عندما تصدى مجلس الشعب –وقتها- لنظام يتيح المراهنات في بطولة الدوري المصري الممتاز تحت مسمى «التوقعات»، وكان الأمر بمعرفة الدكتور على مصيلحي وزير التضامن، آنذاك، الذي رحب بالفكرة، بعدما وقعت هيئة البريد اتفاقية مع شركة يونانية تقتضي عمل «كروت» للمواطنين للتصويت، وكان سيتم إرسال توقعاتهم لنتائج المباريات عن طريق البريد، إلا أن اتحاد الكرة والبرلمان لجأوا وقتها إلى الأزهر الشريف لبيان مدى مشروعية هذا الأمر، ليقر الأزهر بتحريم التوقعات والمراهنات في الإسلام، كما شن أحمد شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة الحالي، هجوما قبل سنوات على مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر، واتهمهم بإدخال المراهنات بشكل سري في الدوري المصري، واستقدام حكام من أفريقيا وأوروبا لتوجيه نتائج مباريات بعينها في الدوري المصري، ووقتها نفي زاهر أن يكون مجلسه قد طبق نظام المراهنات، وقيل وقتها إنه هناك لجنة قانونية ستتولى التحقيق، وانتهى الأمر بلا نتيجة.
وشهدت السنوات الماضية انتشار ظاهرة المراهنات على مباريات الدوري المصري، لكن بشكل غير رسمي، من خلال بعض تطبيقات ومواقع المراهنات مثل "BET6" و"LIVEGAMES" و"سكاي بيت" حيث تنشر مواعيد ونتائج وترتيب الدوري المصري بشكل منتظم وتفتح مجال المراهنة وتوقع نتائج المباريات والفوز بثلاثة أضعاف المبلغ الذي يتم المراهنة به، لكن الأمر كان يتم بشكل غير رسمي ودون الإعلان عن ذلك من جانب الأندية والمنتخبات المصرية، فيما يختلف الوضع في الموسم الحالي بتوقيع وترويج بعض الأندية عقودا رعاية مع شركة مراهنات.
"نقلا عن العدد الورقي..."