إرهاب على الهوا.. هجمات وثقها المتطرفون بالبث المباشر على «فيس بوك»
لا يزال تسجيل فيديو مباشر لجريمة قتل إرهابية بشعة استهدفت مسجدين في نيوزيلندا، يوم الجمعة الماضية، يثير الصدمة لدى مشاهديه، حيث يظهر شاب يمسك بسلاح عليه عدد من الكلمات والشعارات المعادية للإسلام والمسلمين، وهو ينفذ جريمته التي أوقعت أكثر من 50 شهيدا وعشرات المصابين.
وكانت مشاهد العملية الإرهابية التي استهدفت مسجدين في نيوزيلندا، وخلفت مقتل وإصابة العشرات، استغرقت نحو 89 دقيقة من إطلاق الرصاصة الأولى إلى إلقاء الشرطة القبض على منفذ الهجوم، وذلك وفق ما ذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية.
يبدأ الفيديو باقتحام المراهق الأسترالي الذي يدعي برينتون هاريسون تارانت، والبالغ يبلغ من العمر 28 عاما مسجدين في مدينة "كرايستشيرتش" خلال صلاة الجمعة، ثم شرع في إطلاق النار بشكل عشوائي على المصلين، مخلفا مقتل 51 شخصا وإصابة العشرات.
حفلة قتل
ظهر الإرهابي الأسترالي في بث مباشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" في الساعة 1.30 بالتوقيت المحلي قائلًا "لننطلق إلى الحفلة"، وبعد 3 دقائق وصل بسيارته المحملة بالأسلحة إلى مسجد النور، واقتحم المسجد وأطلق 9 رصاصات على الضحية الأولى ومن ثم واصل إطلاق النار لمدة دقيقتين مما أدى إلى وفاة وإصابة العشرات من المصلين، ولم يتوقف إلى هنا بل عاد إلى سيارته لملئ سلاحه بالطلقات الأخرى واقتحم المسجد مرة أخرى وأضرم النيران على الضحايا للتأكد من موتهم، وبعدها انطلق بسيارته إلى مسجد آخر يبعد نحو 7 كيلو مترات وقام بنفس الفعل على المصلين، كل ذلك وهو يصور الحادث ببث مباشر على "فيس بوك"، حتى تمكنت الشرطة من محاصرته وإلقاء القبض عليه.
حادث مشابه
لا تعد حادثة مسجدي نيوزيلندا المصورة الأولى من نوعها التي يوثقها الإرهابي خلال هجومه، لكن في عام 2014، قام مجموعة شباب في البرازيل بتسجيل فيديو يوثق لجريمة قتل بشعة، حيث تبدو فيه مجموعة من المراهقين بسيارة في منطقة خالية، وهم ينفذون جريمة قتل وقع أحدهم ضحيتها، بدأ الفيديو بتصوير مراهق عزم أصحابه على قتله، فيما لم يبد على أي منهم أنه يضمر شرا للآخر، علما أن الأنباء المتعلقة بالفيديو تشير إلى أنه تم تحذير المراهق (18 عاما) بأنه سوف يُقتل.
وأظهر الفيديو سيارة تتوقف في منطقة خالية من المظاهر العمرانية، خرج منها ضحية الجريمة الذي لم يبق في حياته سوى لحظات من السيارة وهو يجري، لتُسمع أصوات طلقات 5 رصاصات استقرت في جسد الضحية، تلها ركله على رأسه من قِبل الشخص الذي أطلق النار عليه، وبعد لحظات سمع الجناة الذين استقلوا السيارة وعادوا بينما القتيل ملقى على الطريق مضرجا بدمائه وهم يضحكون بشكل هستيري.
وتم اعتقال القاتل خلال قيادته لدراجة نارية بسرعة متهورة، واعترف حينها الفتى البالغ من العمر 16 عاما، بأنه هو القاتل الظاهر في الفيديو الذي نشر قبل فترة يوثق عملية القتل.
الجريمة البشعة
وفي المغرب قام أحد الإرهابيين المغاربة بتسجيل فيديو خلال قطع رأس سائحتين بعد ذبحها على طريقة داعش، مدته 15 ثانية، حيث يقول أحد منفذى الجريمة البشعة عبر مقطع الفيديو "هذا جزاء أعداء الله وذلك أثناء فصله لرأس فتاة بأسلوب "داعشى" دموى من أبشع ما يكون".
وتمكنت وزارة الداخلية المغربية حينها من كشفت معلومات حول منفذي الجريمة البشعة الذين تم اعتقالهم ويقيم أحدهم في حى سيدى يوسف بمدينة مراكش، واعترف على منفذي الهجوم الذين تم اعتقالهم وهم من مدينة مراكش أيضا، والذين اعترفوا بارتكابهم الجريمة في منطقة مجاورة لقرية "امليل" الجبلية.
تهديد ووعيد
ومن جانبه حذر وزير الداخلية البريطاني، شركات التواصل الاجتماعي من إزالة البرامج والمقاطع التي تحث على نشر العنف والكراهية أو الاستعداد لمواجهة قوة القانون، بعد أن قام مسلح باقتحام مسجد في نيوزيلندا وقتل المصلين وتصوير هجومه ونقله مباشرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وقال وزير الداخلية البريطاني: "يتعين على شركات التقنية فعل المزيد لمنع بث رسائل العنف والكراهية"، مشيرًا إلى أن البث المباشر للهجوم استمر لـ17 دقيقة دون انقطاع، الأمر الذي جعل الفيديو يتم نسخه ومشاركته على نطاق واسع في منصات إلكترونية أخرى، على الرغم من محاولة إزالته"، كما حث الناس على التوقف عن مشاهدة المواد التي تشجع على العنف وعدم مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي مضيفًا: "أنها خاطئة وغير قانونية وسيتم محاسبة من يستخدمها".