«لقمة العيش مُرة».. قصة شقيقين مع مهنة الحنطور (فيديو وصور)
شاب يرتدى جلبابًا صعيديًا يفترش الأرض وإلى جواره أحد عربات الكارو وأخرى كانت تسمى في الأزمنة القديمة "كارته" تلك التي كان يستقلها بهوات وكبار العائلات والقبائل في ستينيات القرن الماضي، أمام محل ضيق الأركان ذات بوابة خشبية ترجع إلى 1970 ميلادية.
عقارب الساعة تشير إلى الخامسة عصرًا، يجلس الشاب وشقيقه الذي يعمل سائق حنطور، وبجوارهما إحدى عربات الكارو، يقومان بإصلاحها.. الشابان في منتصف الثلاثين من العمر اتخذ تلك المهنة حتى لا يقفا عاجزين أمام ظروفهما المعيشية انتظارًا لقطار منحة الدولة "تكافل وكرامة".
غزو التوك توك
قال محمد على: «كنت أمتلك حنطورا ولكن بعد ظهور التوك توك اضطررت إلى بيعه منذ 6 سنوات، ووجدت أنه أصبح بلا قيمة بعدما كان يسمى بعربة البهوات والأكابر، ولكنني اتجهت إلى مهنة قريبة منه، وهي إصلاح عربات الكارو، وبعد عودة الحنطور مرة أخرى إلى ساحة العمل، بدأت التفكير في إصلاح عرباته والكارته القديمة وإعادة تشغيلها".
وأشار إلى أن المهنة بدأت في الازدهار الفترة الأخيرة بعد ارتفاع أسعار الوقود، لافتًا إلى أن الكارو يستخدمه الصعايدة في النقل وهو وسيلة آمنة.
سائق الأقصر
وأشار أحمد على، شقيق «محمد» إلى أن من أشهر الشخصيات التي جسدت صورة سائق الحنطور بشكل جيد فيلم "غرام في الكرنك" والذي جسده أبو الوفا السمطي أشهر سائق حنطور في تاريخ الأقصر، وبعدها ذاع صيته، وشهرته.
وأردف «أحمد»، أن المهنة أصبحت في الوقت الأخير مطلوبة بعد ارتفاع أسعار المحروقات، رغم أن أغلب عربات الحنطور مركونة موضحا «بدأنا في إعادة تجميع عربات الحنطور ووضعها في مكان مخصص تمهيدًا لإصلاحها، وإعادتها إلى العمل مرة أخرى، لأنها وسيلة آمنة عن وسائل النقل الأخرى، خاصة في النجوع والقرى، فأغلب السائقين معروفون لدى كبار العائلات والقبائل والأهالي ايضًا، هذا بخلاف التوك توك الذي أصبح وسيلة للموت ويستخدم في العديد من الأعمال الإجرامية التي ترتكب.