رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: التهديد الأرعن

منتصر عمران
منتصر عمران

ترددت كثيرًا، وقررت أخيرًا أن أكتب في مثل هذا الأمر الشخصي.. ولكنه في ذات الوقت ينم عن تفكير أرعن من جماعة تزعم عن نفسها أنها شعب الله المختار!!


أخذت على عاتقي، منذ أن بدأت أنتقد أفعال الإخوان أو الجماعة الإسلامية، وهذا أرى أنه حق أصيل لكل شخص من الشعب تجاه جماعة أرادت أن تدخل معترك العمل السياسي، بل تريد الوصول إلى الحكم.

هذا النقد يأتي من ناحية عامة تؤكده الحياة الديمقراطية الحقة.. وأي جماعة أو أي حزب يرى أنه فوق النقد أو المساءلة، فهو حزب سلطوي داخلي.. فكيف لجماعة توجد داخلها هذه النعرة السلطوية، وتنادي بتطبيق الحياة الديمقراطية على المجتمع أو داخل كيان الدولة؟!

هنا يقول بعض المتفلسفين إن الوقت غير مناسب، وهم في محنة.. أقول له إنني لا أنتقد أفرادًا، ولكن أنتقد أسلوبًا ومنهجًا وفكرًا نجح الواقع في فضح زيفهم، ولأنهم يجيدون الهروب من المواجهة أثناء تناول نقد المنهج والفكر والأسلوب، فهم دائمًا يحوِّلون النقاش في الفكر والإدارة إلى مسائل شخصية، فأنت عندما تتكلم عن المنهج المضل لتلك الجماعة يقولون لا تسب ولا تشتم والغيبة حرام، مع أن الكلام على مناهج أساسًا وليس على أشخاص، فالغرض من الحوار هو التحذير من المنهج البدعي الذي ابتدعه حسن البنا، ومن جاءوا بعده، وليس المقصود التجريح الشخصي.

وعلم من عندهم دراية ببعض أمور الدين أن التحذير من أهل البدع فريضة واجبة وفرض كفائي، وعلماء السلف فرقوا بين الغيبة المحرمة وبين التحذير من أهل البدع فالأمران مختلفان تمامًا، وإلا لما حذر السلف من أهل البدع.

وهناك أيضًا ملاحظة مهمة لاحظتها أثناء عقد مؤتمراتهم الانتخابية وندواتهم الحزبية، وهي أنهم ينتهون نفس سياسة الحزب الوطني الذي يعتمد على طرق أبواب الأغنياء، وتملق كبار القوم، بالرغم من أنهم يصبغون ندواتهم بصبغة دينية.. والمفترض في الصبغة الدينية أن يكون الناس سواسية.. ولكن لأن أمرهم مفضوح فقد كشفهم الله أمام مؤيديهم قبل عدوهم.

فهم دائما يتقربون إلى رجال الأعمال زلفى، وإلى كبار القوم من أجل المصلحة الدنيوية البحتة، وتراهم يعتمدون على المحسوبية، وانتهاز السلطة والمسئولية في تحقيق أهداف شخصية ومصالح ذاتية.

ونأتي إلى عنوان المقال لكي أؤكد على صحة ما طرحت حول هذا الفكر المصلحجي والسلطوي، ويعلم الجميع أني أبدًا ما ذكرت أفرادًا، ولا فتشت في مسائل شخصية في حواراتي وتعليقاتي الصحفية، ولم أتطرق يومًا إلى البحث عن النوايا.

ورغم ذلك كله أرسل لي من كان لي صديقًا على صفحتي، وللأسف كان في يوم من الأيام عضوا في مجلس الشعب الإخواني، رسالة على الخاص بدأها كما هي عادة الإخوان أو من يؤيدهم بقوله: لست إخوانيًّا ولن أكون!! ثم أكمل رسالته: أنت وأمثالك أكثر ضررًا على الحركة الإسلامية من العلمانيين أنفسهم!! وعندما تنجح ثورتنا ونعود إلى مصر (لأنه يتكلم من تركيا!!) سنقوم بإعدامك وإعدام أمثالك في ميدان عام.

ما هذه العقليات المضمحلة فكريًّا ودينيًّا وثقافيًّا، فهم يتكلمون دومًا، من منطلق نعرات جاهلية واستبدادية، وهذا التهديد الأرعن من هذا الشخص الأرعن يدلل على فساد منهجهم وفكرهم وعقيدتهم، فجماعتهم كانت، ومازالت، تجمع بين جنباتها الشيعي والبدعي، بل والصهيوني فكرا والحزبي مصلحة، وزادني هذا التهديد يقينًا على صحة طريقي وفساد منهج الإخوان جملة وتفصيلا.

وللعلم، طلب مني أحد الأصدقاء أن أتقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد هذا الشخص حتى أثبت حقي قانونيا، فاعتذرت له عن تنفيذ طلبه وقلت له قضيتي ليست قضية شخصية، ولكني في نفس الوقت حزين على أمثال هؤلاء أن يستمروا حتى الآن، مغيبين ومخدوعين، ولم تكفهم كل هذه السنوات أن يعودوا إلى رشدهم وإلى حضن وطنهم.

قلت في نفسي عندما قرأت هذه الرسالة التي احتوت هذا التهديد الأرعن: "أبشري يا نفسي بطول سلامة".
الجريدة الرسمية