حكايات من دفتر زوار المقابر في خميس رجب بالإسكندرية (صور)
«أسرار وحكايات وذكريات».. هكذا اجتمع الأحباء والإقارب من الأسر خلال زيارتهم للمقابر، بمحافظة الإسكندرية، وبالتحديد بمقابر العمود والجبنات، لزيارة قبور موتاهم، وخاصة في بعض الأيام من الأعياد والمناسبات الدينية، ليقف كل منهم أمام قبور أقاربهم، ليذكر كل منهم الكثير من الذكريات التي تجمعوا الأقارب من الأموات تحت القبور.
«فيتو» تجولت بداخل مقابر العمود، والتي تقع بمنطقة الساعة كرموز غرب المحافظة للتعرف على العادات والتقاليد المتوارثة، لبعض الأسر بداخل المقابر، وسط تزاحم للعائلات والباعة الجائلين، وخاصة بخميس شهر رجب، وافتراش سلعتهم بمحيط المقابر لعرض السلع المختلفة.
قالت سعاد حسني ربة منزل، إنها تعتاد كل خميس على زيارة القبور، وقضاء يوم مع والدها، وتوزيع الأكل والمياه على الفقراء والمحتاجين بداخل المقابر، وقراءة الفاتحة على روحه، وبعد ذلك يتم شراء من الباعة ما نحتاج للمنزل أو الأطفال، والتي منها الألعاب والملابس، وخاصة أن المقابر تقع بمنطقة الساعة كرموز، وهى من المناطق الشعبية، التي تعج بالباعة الجائلين والمحال التجارية المختلفة، التي تتخصص في بيع ملابس الأطفال والسيدات وتجهيزات العرائس بأسعار مخفضة.
وأضافت، أن زيارة المقابر عادة نعتاد عليها منذ القدم من الأجداد والآباء قائلة: "لازم نجي أول خميس من رجب نقعد مع أهلنا اللي روحوا ونتكلم معاهم ونزورهم"، موكدة أن الكثير من الأسر تحرص خلال زيارتها للمقابر، على عادتها القديمة والتي منها توزيع الطعام والمشروبات على الفقراء والسيدات التي تفترش الأرصفة ومحيط المقابر، بجانب وضع الورود ورش المياه على المقبرة وقراءة الفاتحة وتوزيع المصاحف والجلوس بعض الوقت في مجلسة الأحباء والأقارب التي ابتعدوا بأجسدهم عنا.
وأكدت منى صلاح، أنها تأتى منذ ٥ سنوات لزيارة قبر زوجها كل خميس، وعلى خلاف بعض المواسم والأعياد، إلا أنها تأتى لزيارته وتجلس بجواره وقضاء يوم كامل، قائلة: "رحل عنا في الدنيا إلا أنه ما زال موجودا معنا بروحه"، مضيفة، أنها تحرص على توزيع الأطعمة والفلوس والمصاحف على الفقراء، وخلال الانتهاء من زيارة زوجها تحرص على شراء الألعاب والملابس والطعام لأبنائها، موضحة "أشعر بالراحة بالوجود في المقابر بجانب زوجى بعيدا عن الحياة في الخارج".
وأشار محمود إبراهيم، إلى أن زيارة القبور عادة اعتاد عليها من والدته وأسرته منذ الصغر، لزيارة الأحباء والأقارب من عائلته، مضيفا أنه يحرص على قراءة القرآن الكريم والفاتحة أمام قبر والدته منذ عامين، ووضع الورود ورش المياه على المقبرة، وبعدها توزيع الأموال على الفقراء والمحتاجين، والانصراف بعد الانتهاء من زيارتها، قائلا: "والدتى كانت توصينى بالزيارة لها قبل وفاتها".