رئيس التحرير
عصام كامل

3 مخاطر تهدد فرنسا حال انهيار النظام الجزائري

الرئيس الفرنسي إيمانويل
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيرة في التصرف حيال الحراك الشعبي في الجزائر، فبينما يحاول الحفاظ على خطى بلاده في دعم المسارات الديمقراطية، يصطدم بالمصالح الإقليمية والدولية المشتركة مع نظام الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة، والتي تنبئ بسيناريوهات ربما تبدو مرعبة بالنسبة للجانب الفرنسي حال انهيار النظام الجزائري.


ونتيجة للضغوط الشعبية، اضطر الرئيس الجزائري، إلى إعلان تأجيل الانتخابات الرئاسية في البلاد التي كان من المقرر أن تعقد في أبريل المقبل، مؤكدا عدم ترشحه لولاية خامسة.

الهجرة غير الشرعية
ومن أخطر السيناريوهات التي تخشاها باريس تصاعد موجة الهجرة غير الشرعية إلى أراضيها، بما يهدد مصالحها المستقبلية وأمنها، حيث أن تدهور الأوضاع سيؤدي إلى انفلات موجات من الهجرة غير الشرعية باتجاه أوروبا من جنوب البحر المتوسط إلى شماله عن طريق الجزائر.

لم تخف الأطراف السياسية الفرنسية مخاوفها من الأمر ودعت مارين لوبان، الأمينة العامة لحزب "التجمع الوطني"، وهو الاسم الجديد لحزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف، الحكومة الفرنسية إلى التوقف عن منح الجزائريين تأشيرات دخول لتدارك "تدفق أفواج المهاجرين" في حال ما تدهور الوضع في الجزائر، التي تشهد أزمة سياسية عميقة.

تمدد العناصر الإرهابية
ولا تكاد أوروبا تلتقط أنفاسها بعد حوادث "الذئاب المنفردة" التي تكررت على مدار الأشهر الماضية، والتي تنفذها العناصر الإرهابية المتسللة من دول العالم، لذلك تخشى فرنسا أن تتحول إلى هدفا لتلك العناصر بل وتمتد لتصبح محطة ينتقل عبرها الإرهابيون إلى أوروبا وقد يصلون إلى أمريكا.

تلك المخاوف التي عبر عنها معهد المشروع الأمريكي المتخصص في الشئون السياسية، والذي أكد أن الجهاديين المقيمين في أفريقيا متهمون بتسهيل الهجمات الإرهابية الأخيرة في أوروبا، ورغم عدم مهاجمتهم أمريكا بشكل مباشر، لكنهم يتقدمون ويطورون من قدراتهم التي تمكنهم من القيام بذلك، وقد يجدون في اضطراب الجزائر فرصة ذهبية للتمدد.

وصول المتشددين للحكم
وارتبط انهيار الأنظمة في الشرق الأوسط لدى أوروبا بوصول المتشددين لمنصة الحكم، وفي ظل تواجد جماعة "العشرية السوداء" والتي ظهرت ملامح استقطابها للشباب المشارك في الحراك ومحاولة ركوبها موجة التصعيد ضد النظام الحالي، بما يشكل هاجسا أوروبيا من عدم القدرة على التعامل مع نظام جديد لا تربطه مصالح ورؤى مشتركة مع توجهات العالم الأوروبي، بالنقيض مع نظام اعتادت التوافق معه لسنوات.
الجريدة الرسمية