الرئيس «الشوارعي»!
قبل أيام ناقشنا تحت عنوان "إيطاليا ووكسة أردوغان" تصريحات الإيطاليين ضد تركيا وحاكمها، وذكرنا تصريح الإيطالي "جوليلمو بيكي" وكيل الخارجية الإيطالية، وقلنا إن "بيكي" ينتمي لحزب الرابطة الذي يشتهر بالتشدد ضد تركيا، وأمس الأربعاء أوصى البرلمان الأوروبي بوقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
مستشار النمسا "سباستيان كورتس" ينتقد تركيا ويصفها بأنها "تبتعد منذ سنوات عن قيم أوروبا"! ولم يكن ينقصه إلا أن يقول "تبتعد منذ تولي أردوغان عن قيم أوروبا"! لكن وزيرة الخارجية النمساوية كانت أشد صراحة عندما أدانت تركيا لأسباب تتعلق بالديمقراطية وقيام أردوغان بقمع الحريات!
أما النائبة الاشتراكية الهولندية "كاتي بيري" فقالت: "قوبلت دعواتنا المتكررة لاحترام الحقوق الأساسية بأذن صماء في أنقرة"، وأضافت: "تحتل تركيا المركز الأول عالميا في عدد الصحفيين المعتقلين في السجون"!
وبالفعل أظهر التصويت موقف أوروبا الحقيقي من أردوغان، من خلال التصويت الذي جرى وكان بتصويت 370 نائبا لصالح تعليق المحادثات مقابل 109 نواب، وامتناع 143 نائبا عن التصويت!
أي أن المعارضين لانضمام تركيا لأوروبا أكثر مرة ونصف من المؤيدين والممتنعين عن التصويت!.. وهو ما يبرز المستوى الذي بلغته العلاقات الأوروبية التركية!
أمس الأربعاء ألقى أردوغان خطابا بالعاصمة أنقرة هاجم فيه مصر للمرة الثانية خلال أيام، وهاجم أوروبا التي جاءت إلى مصر قبل أيام للقمة العربية الأوروبية، وبدأ أردوغان وتحول الرئيس التركي إلى "شوارعي" يخالف كل قواعد البروتوكول، يهاجم الدول ورؤسائها بلا أي قواعد أو تقاليد معروفة!
وهكذا.. أوروبا تصفع أردوغان، وأردوغان يهاجم مصر، إلا أن هذا الـ "هسهس" الذي أصاب أردوغان من مصر ورئيسها يسعدنا كثيرا، وربما وجدناه قريبا مجذوبا أمام الأضرحة في مساجد إسطنبول!