صلاح حافظ يكتب: النجمة التليفزيونية
في مجلة روز اليوسف عام 1980 كتب الكاتب الصحفى صلاح حافظ مقالا عن الإذاعية القديرة أمانى ناشد "ولدت في 14 مارس 1935 ورحلت عام 1980" قال فيه:
لم تكن زعيمة ولا نجمة سياسية ولا فتاة أحلام ولا معجزة أدبية أو فنية.. لكن أصابها المرض اللعين وانتقلت إلى رحمة الله وخرج الآلاف في جنازة لتوديعها.
النجمة التليفزيونية والمذيعة أمانى ناشد صاحبة أشهر البرامج التليفزيونية ولقاء مع مشاهير الفن والسياسة والأدب.
هذه السيدة لم تكن سفينة فضاء ولم تنزل على سطح القمر ولم تذهل الناس بصوت ذهبى أو جمال فنان ولا يمكن لأحد أن ينسب إليها عملا عبقريا.
يقول البعض إن السر يكمن في أمانى نفسها، في شخصيتها التي كسبت على الشاشة ود الجماهير، وفى الصداقة التي عقدتها عبر هذه الشاشة مع مئات الآلاف من الأسر المصرية وفى أسلوبها اللبق المهذب.
هناك فريق يفسر الحزن الجماهيرى على أمانى ناشد بأنه رد فعل لقسوة المأساة الشخصية التي تعرضت لها هذه الفتاة التي بذلت أجمل سنوات عمرها ثمنا للنجاح، وعندما بلغت قمة النضج والنجاح والعطاء هجم عليها المرض ليحرمها من الحياة نفسها.
وترجع قصة أمانى إلى جدها أحمد بك ناشد الذي نشرت الوقائع المصرية خبرا أنه كان مدير أمن بنى سويف حين تم القبض على الثائر عبد الله النديم في بنى سويف فعزل مدير الأمن من منصبه، وأحمد بك هو رجل تركى يتمتع برعاية الخديو وتزوج من فتاة تركية اسمها ولبار، أنجب منها حسن بك ناشد الذي عينته السراى ناظرا لتفتيش الزعفرانة.. لكنه رفض الزواج من تركية وتزوج من فلاحة مصرية من عائلة بدران وأنجب أمانى وأحلام ـــ زوجة الكاتب فتحى غانم ــــ ولكن مات والدها وهى في السابعة فأكمل تربيتها خالها مع بقاء الجدة التركية في البيت.
تقدم لخطبتها شاب ونتيجة لخلاف مع عائلته تركها وهرب لكنها التحقت بكلية الآداب وبعد التخرج عينت بالإذاعة ومنها إلى التليفزيون، لكن انحاز الكاتب الساخر كامل الشناوى إلى أمانى حتى صاغ منها أسطورة في التليفزيون.
أحبت أمانى المخرج خليل شوقى وتزوجا وأنجبا دنيا ثم حدث الانفصال لتبحث عن الانتماء من جديد فأفرغت انتماءها في قضية سياسية، تتلمذت على يد كتاب سياسيين وقادتها ذلك إلى الانضمام إلى تنظيم سياسي وهو التنظيم الطليعى أواخر أيام عبد الناصر وبعد وفاته وجدت نفسها خارج التليفزيون.
عادت إلى التليفزيون لتقدم برنامجها "كاميرا 9" لكنها أصيبت بالسرطان فنصحها الدكتور إبراهيم بدران بجراحة عاجلة في الثدي.
في تلك اللحظة عادت إلى عصمة زوجها خليل شوقى وابنتها، لكنها بدأت تفقد البصر ثم السمع وبدأت إلى الغيبوبة حتى يوم الرحيل.