«نبيل ذكي» صوت اليسار الوطني.. وداعا!
كثيرون أعطوا لليسار صورته الحقيقية والصحيحة التي شوهها كثيرون، غلبوا فيها الهتاف والصراخ عن العقل والمنطق، من بين هؤلاء يقف "نبيل ذكي" الكاتب الصحفي الكبير ابن اليسار المصري، الذي انضم لصفوفه أكثر من ستين عاما متصلة، انحاز فيها لفقراء الوطن ومطالبهم، ولم يتخلف مرة واحدة عن أي استدعاء وطني كانت البلاد فيه بحاجة إلى كل يد شريفة وكل جهد من كل مواطن..
وكغيره -من قوي اليسار الشريف- ظل "نبيل ذكي" حتى اللحظات الأخيرة من حياته مع طموحات وأحلام شعبه، لم نره مرة خارج السياق، لا منفعل إلا في الحق، وعند إحساسه بالتجني أو التهجم على بلده وليس على شخصه، كما لم يضبط مرة في الموقف غير الصحيح الذي ينتظره منه الناس، فكان مع الناجحين في عام الاختبار الكبير وقت حكم الجماعة..
قليلون نجحوا بعد أن أغرت السلطة -رغم تطرفها وانحرافها بل وتخلفها- الكثيرين، اعتقدوا أن نهاية التاريخ في مصر قد جاءت، وان الإخوان في الحكم إلى ما لا نهاية!
الآن يلحق "نبيل ذكي" بـ"رفعت السعيد" و"ميلاد حنا" و"سمير أمين" و"قبلهم خالد محيي الدين" أحد القادة الكبار للضباط الأحرار ولليسار المصري!، لنكتشف في لحظة الحقيقة أنه ليس للمرء إلا ما يقدم في حياته من مواقف تبقي السيرة الطيبة على ألسنة وأقلام الجميع، بعد أن حفرت لنفسها المكان اللائق بها في التاريخ..
ونكتشف أيضا في لحظات الحقيقة أن كل التيارات يمكنها أن تقدم للوطن نماذج خالدة سواء من اليسار أو الليبراليين أو القوميين.. إلا الجماعة الإرهابية الملعونة لا نجد واحدا منها منتم إليها يقدم الوطن عما سواه!
رحم الله "نبيل ذكي"..