بعد إضافتها لجوجل.. «اللغة القبطية» عودة إلى تاريخ الأجداد
رحب عدد كبير من الأقباط بإضافة اللغة القبطية إلى لوحة المفاتيح الافتراضية بمحرك البحث جوجل، معتبرين ذلك حفاظا على تاريخ الأجداد.
وأعرب الأنبا مرقص مطران شبرا الخيمة، عن سعادته بإضافة اللغة القبطية على محرك البحث "جوجل"، وهى أول مرة يتم فيها إضافة الحروف القبطية بشكل رسمى للوحة مفاتيح افتراضية.
وقال الأنبا مرقص إنه خبر مفرح للغاية لجميع المصريين، وأضاف: "اللغة القبطية لغة عريقة ونحن نستخدمها في صلواتنا كما تدرس بمدارس الأحد".
وأوضح "مرقص" أن اللغة القبطية سهلة التعلم وهناك كلمات كثيرة مأخوذة منها مثل كلمة "لمبة ومين بيخبط"، ولا بد من الاهتمام بتعليمها للصغار في سن مبكرة حتى يتقنوها سريعا.
كانت اللغة القبطية هي السائدة في مصر حتى غزاها اليونانيون، فاعتمدوا اليونانية اللغة الرسمية للبلاد، وترجموا إليها كتبا عديدة أهمها التوراة، وبقيت اللغة القبطية هي لغة الشعب، ثم جاءت دولة الرومان، واستمرت اللغة اليونانية سائدة.
وعندما دخلت المسيحية مصر على يد مارمرقس الرسول، استمر الحديث باللغة القبطية مع اللغة اليونانية، إلى القرن السابع الميلادي، وكانت القبطية هي لغة الشعب والدولة.
ويعود الفضل في تثبيت الأبجدية القبطية للكنيسة المصرية في عهد البابا ديمتريوس البطريرك الثاني عشر 189 – 232 م وخلفائه، وتتكون الأبجدية القبطية من 32 حرفًا، 7 منهم من أصل ديموطيقي، بالإضافة إلى الحرف السادس الذي لا يدخل في تكوين الكلمات ويستعمل كرقم 6.
ومازالت بعض الكلمات القبطية تستخدم إلى الآن مثل (زيطا) تعني الوحل، (البعبع) تعني العفريت (بخ) بمعنى شيطان، (هنثور) حصان، (شوم إن نيسيم) بساتين الزروع، (شوم) بساتين (نيسيم) زروع، (موؤو) ماء وقد تطورت لتصبح أمبو دلالة على العطش، (كين أو كِن) كفي، ويستخدمها الفلاحون بكثرة بمعنى أهدئ.
وللغة القبطية تأثير في العديد من لغات العالم، كما أن قواعد اللهجة العامية المصرية وُضعت من اللغة القبطية وأن هناك 600 كلمة منها موجودة في العامية المصرية الحالية، ونحو 76 كلمة في اللغة الألمانية ماخوذة كذلك من القبطية، و300 كلمة في القاموس الإنجليزي أصلها قبطى فرعونى انتقلت عن طريق الرحالة، بحسب القس كاراس جرجس أستاذ العهد القديم بالكلية الاكليريكية فرع طنطا.
وأضاف القس كاراس، أن القبطى القديم كان له تأثير في اللغة والتعليم والرهبنة والعديد من مناحى الحياة التي انتشرت من مصر إلى كل العالم، ففى التعليم كانت أول مدرسة لاهوتية للتعليم المسيحى في مصر، وهى مدرسة إسكندرية اللاهوتية والتي تعلم فيها كثيرون من خارج مصر وانتشر منها التعليم المسيحى لدول العالم.
كما أن كتاب "المربى" للقديس اكليمنضس مدير مكتبة الإسكندرية هو الذي أُخذت منه أسس التربية الحديثة في العالم، وأن مفهوم المكتبة والمكاتب الحالى أصله مصرى، ففى القرن السابع الميلادى كانت في مصر 3000 كنيسة وكل كنيسة بها مكتبة للكتب، كما أن القبطى هو الذي عمل الكتاب في شكله الحالى في الوقت الذي كانت فيه العديد من دول العالم لا تعرف إلا اللفافة كوسيلة للتدوين والكتابة.
وقام البابا كيرلس الرابع (1861 – 1854) بإصلاح اللغة القبطية نتيجة لإقحام اللسان العربي في اللغة القبطية فظهرت حروف جديدة بلسان المصريين كحرف الضاد الظاء، وتسبب هذا في تغيير نطق بعض الكلمات، مما أدى إلى ضرورة التدخل لإصلاح اللغة، بعد اختفاء حروف مثل الدال (الدلتا).