رئيس التحرير
عصام كامل

زوجة بمحكمة الأسرة: زوجي محامٍ ويستغل خبرته في الإفلات من الأحكام

فيتو

في التاسعة صباحا من كل يوم تحتضن أوراقها وملفات قضايا الأسرة التي تعد بالعشرات، وتتولى وحدها مهام إدارتها وتوجيه صاحبات الدعاوى حتى تحصلن على حقوقهن في النفقة أو المتعة أو منزل الزوجية الذي استولى عليه الزوج بالإكراه، متجهة إلى محكمة الأسرة في منطقة شبرا بالقاهرة، عاقدة العزم على الوقوف بجانب هؤلاء السيدات حتى تتمتعن بحياة كريمة سوية، خالية من المشاحنات والقضايا والانتقال من قضية لأخرى طوال الوقت.


وكل سيدة ممن تتولى "إيمان.ح" حق الدفاع عنها تحمل قصة، هي وحدها بطلة تفاصيلها، ولكن لا يعلم الجميع أن "إيمان" أيضًا لها قصة مشّطت من أجلها محاكم القاهرة وأقسام البوليس منذ عام 2013 وحتى هذه اللحظة: "أنا كمان منفصلة عن زوجي، لي قضية هنا في محكمة الأسرة، ليا قصة مستقلة زي أي سيدة من اللي بقف أدافع عنهن هنا، والجديد في حكايتي إن زوجي أيضا محامٍ، ويتردد على المحكمة ذاتها!".. قالت إيمان.

قصة إيمان مع زوجها الذي يعمل في المحاماة منذ أكثر من 15 عاما بدأت عام 2009، حينما التقت به لأول مرة بإحدى محاكم القاهرة، ونشأت بينهما قصة حب، استمرت لشهور عدة: "هو أول ما شافني جه كلمني وقال لي إنه انجذب ناحيتي، وأنا كمان حبيته وارتحت له وقررنا نتخطب".. أضافت إيمان.

ظلا خلال فترة الخطوبة يتجهان إلى العمل سويًا، ويتشاركان معا القضايا المهمة التي يتولى كلا منهما مهامها، ورأت فيه "إيمان" الزوج المثالي وزميل المهنة ذاتها الذي سيشق معها طريق النجاح، إلا أنه في نهاية عام 2011 بعد زواجهما بعام وإنجاب الابنة الكبرى تبدّل حاله تماما: "لقيته بقى شخص تاني غير اللي عرفته، قعد في البيت وقالي الثورة قتلت الشغلانة، ومبقاش فيه شغل انزلي أنت اشتغلي واصرفي على البيت، وكنت وقتها حامل في بنتي الثانية".. كلمات قالتها إيمان وتملؤها الحسرة.

في بادئ الأمر وافقت "إيمان" على أن تتولى مهام الإنفاق على المنزل، من خلال التدريب بأحد مكاتب المحامين، ومضاعفة ساعات العمل: "بدأ بعدها يقلب ببلطجة ومافيش قرش هيصرفه على البيت ولو مش عاجبك سيبي البيت، شيلي أنت الليلة لوحدك!".

طفح كيل إيمان ولم تستطع البقاء في منزل الزوجية بينما زوجها لا يشغل باله بمهامه كزوج: "كنت بقوله أنت محامٍ وبتقف في محاكم الأسرة تدافع عن سيدة وأطفالها وتجيب لهم حقهم، ومش بتدي بيتك حقوقه، وحصل شد بينا ورفعت عليه قضية طلاق وكسبتها، وحاليًا عايشة مع بناتي في منزل الأب"... أوضحت إيمان.

أكثر من 6 قضايا رفعتهم إيمان على زوجها، بين النفقة والتبديد والمتعة وغيرهم، حصلت في مطلع فبراير الماضي على تنفيذ حكم في إحداهن: "كانت قضية نفقة واتسجن فيها نحو أسبوع وخرج، ولما كنت بروح القسم معايا ورق التنفيذ كانوا بيرفضوا ينفذوا، ويقولوا لي ده محامي وإحنا مش قده حاولوا توصلوا لتسوية بعيد عني".

الزوج بدوره لم يتوان عن استخدام القانون في الإفلات من الأحكام التي تحصل عليها الزوجة: "هو كان عايش في الشرقية مع عيلته بعد الطلاق، وبيتنا كان في المرج، كنت كل ما أرفع عليه قضية وأخذ حكم من دائرة المرج يطعن ويقول أنا من الشرقية فالحكم ساقط، فأسافر الشرقية وأحصل عليه من هناك، يأتي هو ويقول لا أنا محل إقامتي في منطقة المرج!".. ذكرت إيمان.

حيل أخرى يستخدمها الزوج في الطعن على القضايا التي ترفعها للإنفاق على الابنتين، فأحيانا يستغل علاقته ببعض المحامين والموظفين في المحكمة لعرقلة سير إجراءات القضية، وأحيانًا أخرى لا يحضر الجلسات ويطعن في القضية المقدمة "وقف قدام القاضي في إحدى الجلسات وطعن في أخلاقي، وقال أنا مش عايز بناتي يعيشوا معها".. قالت إيمان.
الجريدة الرسمية