رئيس التحرير
عصام كامل

المارونية تحتفل بعيده.. من هو القديس يوسف النجار؟

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية بالقاهرة، في السابعة مساء يوم الأحد المقبل، بعيد القديس يوسف، وذلك بكاتدرائية يوسف المارونية بالظاهر، ويترأس الاحتفال المطران جورج شيحان.


القديس يوسف هو خطيب القديسة العذراء مريم، ومربي المسيح عندما كان طفلا، وهو الذي قاد رحلة الهروب من وجه هيردوس الذي كان يطلب الطفل يسوع ليقتله.

ولد القديس يوسف النجار في بيت لحم، وهو ينتمي إلى سلالة ملكية حيث ينتمي إلى الملك داود، وكان من عائلة “متان”– ابن داود من سبط يهوذا.

وكانت مريم قد نذرت نفسها أن تعيش عذراء طوال حياتها، فلما بلغت (12 سنة)– كان لابد أن تغادر الهيكل بحسب الشريعة ففكر الكهنة في اختيار شخص بار تُخطب له مريم ويأخذها ليرعاها في بيته بدون زواج فعلي، فجمعوا عصى بعض الشيوخ المعروفين بالتقوى، ووضعوها في الهيكل وظلوا يصلون وفى يوم من الأيام جاءت حمامة ووقفت على العصاه المكتوب عليها اسم يوسف النجار، ثم طارت الحمامة ووقفت فوق رأس القديس يوسف النجار– فعلم الكهنة أن هذا الرجل قد اختاره الله للقيام بهذه المهمة، فأخذ يوسف النجار العذراء إلى بيته وهو شيخ على أنها خطيبته أمام المجتمع ونفسه لخدمة الفتاة الصغيرة دون أن يعرف سرّ هذه القديسة.

لم يعرف يوسف النجار مريم العذراء حتى ولدت أبنها البكر ودعا اسمه يسوع … خطب يوسف الفتاة الطيبة (مريم)– وهي من أهل الجليل ومن عائلة متواضعة، تعيش كفاف يومها بسعادة وقناعة، تخدم في الهيكل وتتعبد لربها ….

اتفق يوسف معها ومع أهلها على أن تكون زوجته– وذهب في فرح عظيم يجهز بيته المتواضع الكائن في بلده الناصره ليكون مسكنًا لمريم.

يوسف الصدَّيق البار … لم يخطر بباله يومًا أن مريم ستكون أم المخلص المنتظر، وأن الملاك جبرائيل قد حمل إليها البشارة رغم كونه متعمقًا بكل ما جاء في الكتب المقدسة عن المسيح المنتظر وعن كيفية مجيئه، وما قيل عنه في سفر إشعياء النبي ” هوذا العذراء تحبل وتلد أبنًا ” ( أشعياء 7 : 14 ).

يتضح من سلسلة أنساب السيد المسيح التي ذكرها القديس متى الرسول، أن القديسة العذراء مريم كانت تعبر بخطوبتها شبه زوجة شرعية للقديس يوسف النجار، كما يتضح من المفهوم السابق للخطبة، ومن الآية التالية: "وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ" (إنجيل متى 1: 16).

فقد جاء النسب خاصًا بالقدّيس يوسف لا القدّيسة مريم، مع أن السيّد المسيح ليس من زرعه، ذلك لأن الشريعة الموسويّة تنسب الشخص للأب وليس للأم كسائر المجتمعات الأبوية. فإن كان يوسف ليس أبًا له خلال الدم لكنّه تمتّع ببركة الأبوة خلال التبنّي، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. لذلك نجد القدّيسة مريم نفسها التي أدركت سرّ ميلاده العجيب تقول للسيد: "لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنّا نطلبك معذّبين" (لو 2: 48). فإن كانت الشريعة تقيم للميّت ابنا (تث 25: 5) متى أنجبت امرأته من الوَلي، فبالأولى ينسب السيّد المسيح كابن ليوسف وهو ليس من زرعه، وقد أعطاه الملاك حقوق الأبوّة كتلقيبه، إذ يقول له: "فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع".

وفي بشارة الملاك للقديس يوسف النجار قال له: "وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا" (إنجيل متى 1: 22،23). أن الملاك أعطى ليوسف البار هذه الكرامة أن يمارس الأبوة مع أن السيّد المسيح ليس من زرعه، فأعطاه حق تسُمّيته.
الجريدة الرسمية