الرئيس والوزير.. ودلالات ندوة الشهيد
"تابعت اليوم عبر قناة "المصرية" فعاليات القوات المسلحة المصرية بمناسبة يوم الشهيد التي حضرها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.. أبكتني الكثير من الفقرات.. حفظ الله مصر وحفظ الله أهل المحروسة"..
كانت هذه رسالة تلقيتها أمس من كاتب صحفي سعودي تعكس إلى أي مدى كانت الندوة التثقيفية للقوات المسلحة التي حضرها الرئيس ناجحة ومؤثرة ليس في مصر فقط ولكن في الوطن العربي أيضا، لما حملته من رسائل ودلالات في غاية الأهمية للداخل والخارج.
ولعل أبرز هذه الرسائل والدلالات هو رد الرئيس السيسي في كلمته على ما أثاره البعض من شائعات وأكاذيب خلال الفترة الماضية حول المدن الجديدة، حيث أكد أن كل المدن لا يتم إنشاؤها من ميزانية الدولة، ولكن يتم استغلال الأراضي بتجهيزها وتجهيز طرق، وطرحها للبيع، حتى يتم الحصول على أموال يتم من خلالها إنشاء المدن الجديدة.
كما كان تأكيد الرئيس على أنه "إذا كان هناك من دفع حياته ثمنا لأجل هذا الوطن فأقل ما يجب علينا فعله هو الحفاظ على هذا الوطن" رسالة مقصودة في ظل ما تموج به بلاد عربية من اضطرابات الآن قد تهدد بإثارة الفوضى فيها، وبالتالي فإن الحفاظ على الأوطان وحماية مؤسساتها الحيوية يتطلب اليقظة والوعي قبل أن تتحول هذه الأوطان إلى أطلال بلا أمن ولا أمان.
ولقد كان اختيار الفريق "كامل الوزير" لحقيبة وزارة النقل - خلال الندوة - أبلغ رسالة تؤكد أن الدولة لن تقف متكوفة الأيدي تجاه المرافق التي تعاني عطبا وفسادا كبيرا منذ سنوات طويلة، وأنها ستواجه بقوة وحسم أزمة السكك الحديدية وملف النقل بالكامل، ولهذا تم اختيار الرجل المناسب لهذه المهمة والذي عرفته القيادة السياسية وعموم المصريين صاحب إنجاز، وهو الأمر الذي أثار الفرح لدى الكثير من المصريين.
وأخيرا فإن مشهد تقبيل الرئيس ليد ورأس والدة الشهيد الرائد "إسلام محمد حلمي مشهور"، خلال حديثها معه، فضلا عن الفيلم الذي عرض ويوضح تضحيات الشهداء كان رسالة من نوع خاص، لا سيما أنه جاء بالتوازي مع تكريم زوجات وأمهات وأبناء الشهداء، وهو ما أثار في النفوس وبث في القلوب يقينا أن هذا الوطن سيبقى ما بقى فيه مثل هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة فداء للوطن، وما بقى فيه أمثال هؤلاء الأمهات والزوجات الصابرات، فتحية إعزاز وعرفان لهن وهن يواجهن بإباء وتوكل واحتساب مصاعب الحياة.
تحية لكل أم وزوجة شهيد تكافح من أجل أسرتها ومن أجل مجتمعها صابرة محتسبة، وتحية للشهداء الذين زرعوا الأمل والكرامة.