رئيس التحرير
عصام كامل

الوزير «كامل»!


لم يكن حديث الرئيس السيسي أمس عن قصة تولي الفريق "كامل الوزير" لوزارة النقل محض صدفة، وبدافع الاسترسال في الحديث عن إعلام الشر وحروب الجيل الرابع، ولا قراره بترقيته إلى رتبة الفريق في سياق الإشادة برجل وضع نفسه في خدمة وطنه وشعبه، وإنما كان الأمر كله مرتبا ومنظما من رئيس أرسل عدة رسائل مهمة في خطاب واحد..


أولها: أن دولتنا تقوم على التخطيط وليس العشوائية حتى بعد تركه للخدمة بسنوات طويلة وإلى زمن سيكون أغلبنا غير موجود.. ثانيها: أننا شعب لا يهزم أبدا مهما قدم من تضحيات. وثالثها: نوبة صحيان ضد إعلام الشر المتربص بمصر، وما تتطلع إليه. ورابعها: أننا في دولة مؤسسات تتعطل فيها أمور إدارة وزارة مهمة لكننا لا نخالف الدستور الذي يشترط موافقة البرلمان على أي وزير جديد، كأنه حكومة جديدة. وخامسها: أن إعادة حق الشهداء واحتضان أسرهم مسئولية الجميع. وسادسها: أننا بعد أشهر أمام مرفق مختلف للسكك الحديدية. 

وسابعها: أن إشاعات وألاعيب اللجان الإلكترونية لا تؤثر في القرار السياسي المصري. وثامنها: أن الدولة ستصدر من التشريعات ما يحمي مواطنيها. وتاسعها: تقدير كل من يقدمون للوطن أنفسهم لا يقل عن عقاب المقصر، وهنا تكون ترقية اللواء "كامل الوزير" الذي أراد الرئيس أن يفصل بين تأكيد اختياره وزيرا على الهواء عن ترقيته العسكرية.

لهذه رنين ولتلك رنين آخر.. الرتب العسكرية العليا والكبري حلم كل ضابط منذ اللحظة الأولى التي تقبل فيها أوراقه سواء في الكليات العسكرية أو في كلية الشرطة!

أمس فرح المصريون للرجل الذي تابعوه السنوات الماضية يبني لهم.. يعتمد عليه الرئيس في تعويض مصر أشياء كثيرة تأخرت فيها وغابت عنها.. وقد رآه الكثيرون يتقدم بنفسه ينجز ما لا ولم يطلب منه مثل أعمال خيرية في بعض المؤسسات.. ولم يتأخر ومستشفي أطفال أبو الريش خير شاهد!

أمس انتقل رمز العمل والكد وبذل الجهد إلى مهمة أخرى ترتبط بأرواح المصريين وراحتهم، وربما كان الأكثر حظا في التفاف الناس حوله وسيكون الأكثر في دعم الناس له.. أدب جم وابتسامة لا تفارقه حتى وهو تحت لهيب الأعمال الشاقة.. وعلى قدر أهل العزم جاءت العزائم!

كل التحية والتقدير لإخراج مشهد الأمس على أروع ما يكون، فتحول يوم الشهيد إلى يوم للعمل والأمل والتطلع للانتصارات.. مبروك "كامل" الوزير.. أو الوزير "كامل" رسميا ومن اليوم!
الجريدة الرسمية