رئيس التحرير
عصام كامل

فريدا بيدي.. بريطانية حاربت من أجل تغيير الثقافات الهندية

فريدا بيدي
فريدا بيدي

بالحب ورفض العنصرية والتحيز حاربت فريدا بيدي، المرأة البريطانية، الجهل وغياب الوعي وساهمت في نشر الحرية والثقافات الصحيحة في الهند بشكل مبسط، بعد صراع دام لفترة ليست بالقليلة، كما أنها ساهمت في تقدم المجتمعات الهندية وخروجها من ذروة الظلام إلى النور وكسر العادات والتقاليد التي تحارب أيضًا زواج الديانات المختلفة.


"هناك أشياء أعمق من التسميات واللون والتحيز.. أهمها الحب".. كانت هذه الكلمات هي التي ساعدت المرأة البريطانية فريدا بيدي، في التغلب على التعصب وتحدي المفاهيم الهندية حول الزواج ودور المرأة والزوجة.

لقاء دراسة
في أوائل الثلاثينيات، التقت فريدا بصديقها الهندي بابا بيار لال بيدي، في جامعة "أكسفورد" خلال الدراسة، وجمعتهم مشاريع مشتركة داخل الجامعة، أدت إلى تقربهم من بعضهم البعض وتبادل المشاعر الرومانسية، وكانت الرومانسية شئ محرم في تلك الفترة بين الأشخاص المختلفين عرقيًا.

زواج
وولدت فريدا بيدي في فبراير 1911، وتوفيت في مارس 1977، وعرفت بعدة أسماء منها "الأخت يالمو" أو "جيلونجما كارما كتشوج"، وذاع صيتها بعد زواجها من رجل ينتمي إلى السيخ الهندي- جماعة دينية من الهنود الذين ظهروا في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر الميلاديين، داعين إلى دينٍ جديد، زعموا أن فيه شيئًا من الديانتين الإسلامية، والهندوسية تحت شعار: "لا هندوس ولا مسلمون" -، وهي امرأة إنجليزية تغلبت على التعصب للزواج من سيخ هندي وواصلت تحدي المفاهيم الهندية حول دور المرأة والزوجة، وأصبحت أول امرأة في جامعة أكسفورد تتزوج من زميل هندي.

أزمة عالمية
في هذه الفترة كانت الهند تعاني أزمة بطالة عالمية وصعود الفاشية، الأمر الذي دفعها إلى الوقوف بجانب زوجها الهندي بدافع التعاطف والفضول والوقوف مع أولئك الذين يكافحون ضد الإمبراطورية وتأسيس حركة استقلال بريطانيا لفتح أبواب العالم على الهند والتمرد على الأوضاع الهندية العنصرية من خلال تنظيم اجتماعات أسبوعية بمجلس أوكسفورد يضم الطلاب الهنود الذين يشتكون أوضاع بلادهم، وفي هذه الفترة تطورت الصداقة بين فريدا وبابا وتزوجا.

كان كلاهما ناشطين يساريين وقاموا بحملة قومية في حركة استقلال الهند، مما دفع الحكومة الهندية إلى حبس "بابا بيدي" نحو 15 شهرًا في معسكر السجن في المراحل الأولى من الحرب العالمية الثانية، كما تم احتجاز فريدا لفترة قصيرة بعد تحديها المتعمد للوائح وقت الحرب كجزء من حملة العصيان المدني.

وفي عام 1947، انتقلت بيدي وعائلتها إلى كشمير،حيث كان الزوج والزوجة من المؤيدين المؤثرين للشيخ عبدالله، القائد القومي الكشميري اليساري، ومن ثم انضمت إلى ميليشيا نسائية لفترة من الوقت وبدأت تعلم اللغة الإنجليزية في كلية نسائية أنشئت حديثا في سريناجار في كشمير.

وفي وقت لاحق في دلهي، أصبحت رئيسة تحرير مجلة "الرفاهية الاجتماعية" التابعة لوزارة الرعاية الصحية، وعملت لفترة وجيزة كعضو في لجنة تخطيط الخدمات الاجتماعية للأمم المتحدة في بورما، حيث تعرضت لأول مرة للبوذية، والتي سرعان ما أصبحت الجانب المحدد في حياتها.
الجريدة الرسمية