السيسي يكشف كواليس أحداث ما قبل ترشح الإخوان للرئاسة.. مندسون قتلوا المتظاهرين في محمد محمود.. الهدف كان رحيل المجلس العسكري وتقديمنا للناس على أننا قتلة.. وأمرت بتشكيل لجنة لدراسة أحداث 2011 حتى 2013
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، إننا كنا حريصين خلال أحداث محمد محمود في نوفمبر 2011 وفي كل وقت على ألا يسقط مصري واحد، مؤكدا أن القيم والمبادئ هي التي حكمت تصرفاتنا أثناء إدارتنا خلال هذا الوقت.
وأضاف السيسي، في كلمة خلال الندوة التثقيفية الـ30 للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد: "في الحقيقة الدكتور أسامة هيكل رئيس لجنة الإعلام بمجلس النواب كان معانا في فترة صعبة مرت على مصر، ولقد تحدث عن أمر هام دائما ما نتحدث عنه ونقول القضية شديدة الخطورة على استقرار وأمن مصر ،وهو يتعلق بضرورة التحلي بالوعي الكافى بالحقائق والبعد عن الإشاعات التي تهدف لهدم البلاد"، مشيرا في هذا المضمون إلى نموذج ما جرى في أحداث محمد محمود.
وأوضح: "ولكن في حالة تواجد بيننا أشخاص آخرون لديهم فكر مختلف يبثوه في عقولنا وعقول أولادنا وفي نفوسهم بشكل ممنهج، أتذكر من سنوات طويلة مضت، 40 أو 50 سنة، ونحن نشعر أن هناك أحدا بداخل نسيج البلاد يشككنا في أي شيء عدا الأمور الخاصة به، وكل شىء إلا ما يمسه هو، وبالمناسبة هذا لا يعد من الأمانة أو الصدق أو الدين، فنحن مصريون مع بعضنا البعض، وإذا تصور أحد أنه يستطيع استباحة دمائنا وأموالنا وأفكارنا ويشوهها لهدم مصر، لا أتصور أن تلك الأمور ترتبط بالدين في شيء".
وتابع الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد: "وأنا أذكر ذلك الكلام في الوقت الذي وقعت فيه أحداث محمد محمود، أنا كنت مسئولا عن المخابرات العسكرية والحربية وعن الأجهزة الأمنية في هذا الوقت، وأستطيع أن أقول ذلك بجلاء وثقة وأمانة وشرف، أننا لم نمس أي مصري واحد خلال تلك الفترة، ولكن عندما دخلت تلك العناصر المندسة في اتجاه وزارة الداخلية، كان القتلى يتساقطون يوميا لمدة 6 أيام متواصلة، لقي خلالها العشرات مصرعهم، وآنذاك تم عمل منصة لتقضي على البلاد".
وأوضح السيسي أن "الفكرة وقتها كانت تتمثل في أن يرحل المجلس العسكري، وحتى يحدث ذلك يجب عمل حالة تجعل كل الرأى العام غير راض، ومتألم، ورافض، ليرحل لتفادي القتل الذي يحدث زعما تحت اسمه، وهذا ما تم تقديمه للمصريين في تلك الفترة".
وتابع: "أقسم بالله، أنا تحدثت منذ 3 سنوات، وأمرت بعمل لجنة لدراسة كل الأحداث التي تمت في 2011 و2012 و2013 حتى يتم وضعها بين أيادي الشعب المصري بكل أمانة وشرف، حتى تعلموا كيف تدمر الدول، وتضيع البلاد".
وقال: "أتذكر في هذا اليوم، أننا أخبرنا رئيس الهيئة الهندسية بأنه إذا لم يتم عمل فاصل بين ميدان التحرير وبين شارع محمد محمود البلد ستضيع، وانتظرنا 5 أيام حتى شيدت كتل خرسانية بمثابة حائط لغلق الشارع، ووقتها انتهى القتل، لكن الصورة التي تم تصديرها وقتها أن المجلس العسكري هو من قام بتلك العملية، مثلما حدث من قبل في ماسبيرو وأحداث بورسعيد، وكما صدرت في البداية أن وزارة الداخلية قامت في ثورة 25 يناير بقتل المتظاهرين، وأنا لا أشوه التاريخ، فهناك أخطاء لا شك، ولكن في ذلك الوقت تم تنفيذ عملية شديدة الإحكام لقتل المواطنين حتى تسقط الدولة وتشوه الصورة".
ووجه عبد الفتاح السيسي كلامه إلى الشعب المصري قائلا: "إن حجم الخسائر التي ترتبت على الأحداث خلال الأربع سنوات من 2011 حتى 2015 ضخم جدا جدا، وسنظل ندفع ثمنا كبيرا جدا جدا من أجل تعويضه".
وأضاف السيسي أنه لم يكن هناك إدراك لقوة تأثير شبكة التواصل الاجتماعي في إدارة الأزمة، خاصة في ظل شائعات تأخذ شكل مطالب غير معلوم مصدرها على الشبكة، وتأخذها وسائل الإعلام في التوك شو وتكون مطالب واجبة التنفيذ.
وتابع الرئيس: "لا أخشى عليكم من الخارج أبدا يا مصريين، وإنما أخشى عليكم من الداخل (من أنفسنا)"، مشددا على أن حديث اليوم عن الشهيد هو دماء بذلت لأجل حماية الناس والوطن والحفاظ عليه.
واستعرض الرئيس السيسي "تطورات الأحداث خلال تلك الفترة حيث كانت هناك مطالب كثيرة من بينها مطلب رحيل المجلس العسكري، وكان الفريق محمد زكي موجودا في ميدان التحرير في ذلك الوقت مع وحداته لتأمين التحرير، وكنا حريصين جدا على عدم قتل أو إيذاء أي مصري، لكنهم قدمونا للناس على أننا فسدة وقتلة".
وتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الشائعات
وكيف تستخدم بهدف إسقاط الدول، وضرب مثلا بأحداث اقتحام الأمن الوطنى "أمن الدولة"، حيث ظهرت الشائعات التى تزعم أن الجيش هو من رتبها؛ لافتا إلى أن هناك عناصر تسعى لبث
معلومات مغلوطة للمواطنين، غرضها هدم عناصر الحفاظ على الدولة، حيث ادعوا أن الجيش
خان الشرطة وسمح للمتظاهرين بدخول الأمن الوطني لكى يأخذوا الوثائق الموجودة هناك ويهدروا
كرامة الشرطة، وتابع الرئيس قائلا "تعلموا يا ناس كيف تسقط الدول، أنظروا إلى
الدولة كيف تدمر وتضيع؟".
وأضاف الرئيس "أن كل يوم هناك حكاية وحكاية وإشاعة وأخرى.. وأنا لا أقلق من ذلك عليكم لأن حجم الوعي الذي تشكل لدى المصريين كبير للغاية"، وشدد الرئيس على كل أب وأم تعليم أولادهم الحفاظ على الوطن وعدم العبث بأمنه.
وتحدث الرئيس السيسي عن موضوع الجيل الرابع والخامس من الحروب وتطور وسائل القتال في تدمير الدول وفرض الإرادة عليها، مشيرا إلى أن هذا الجيل لا يعتمد على المواجهة المباشرة،ـ بل يعتمد على وسائل الاتصال الحديثة ونشر الشائعات وتحطيم آمال وثقة الناس بنفسها وببعضها وبقيادتها، لافتا إلى أنه لن يسلم الدولة للسراب والضياع.
واستطرد الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلا "إن الهدف من حروب الجيل الرابع والخامس هو نشر الشائعات وتحطيم آمال وثقة الشعب المصري في قياداته"، لافتا إلى أنه خلال لقاءاته مع المثقفين والمفكرين ورجال الدين والإسلاميين الذين اجتمعت معهم خلال تلك الفترة بصفتى مدير المخابرات الحربية والمسؤول عن الاتصال بهم، وتحدثت عن كل مشاكل مصر في ذلك الوقت كما أتحدث عنها الآن، أكدت أنهم غير مدركين لحجم التحديات والمشاكل الموجودة فى بلدنا.