رئيس التحرير
عصام كامل

«طابية أشتوم».. 160 عاما من الصمود وآخر قلاع عرابي تحتاج من ينقذها (صور)

فيتو

طابية أشتوم أو كما يطلق عليها "تبة عرابي" أثر فريد تقع بمنطقة أشتوم جنوب مدينة جمصة بمحافظة الدقهلية، شاهد على تاريخ وعظمة الجندية المصرية، وآخر القلاع التي استخدمها أحمد عرابي في مواجهة الاحتلال الإنجليزي.


ومازالت "التبة" صامدة في مكانها منذ العدوان الإنجليزى على مصر، حتى بالرغم من مرور ما يقارب من 160 عاما على إنشائها، حيث يرجع تاريخ إنشائها لعصر عباس باشا الأول، وتعنى كلمة "أشتوم" ميناءً صغيرا على البحر يؤدي إلى النهر كما أكد الدكتور مهند فودة المدرس بكلية الهندسة بجامعة المنصورة، وترجع أهمية الطابية كونها النموذج الوحيد الموجود بمحافظة الدقهلية حتى الآن، والتي تم بناؤها على أرض رملية "تل رمال"، وشيدت مبانيها وأسوارها من الأطوب الأحمر والحجرى والمونة المثلثة.

وأوضح "فودة" أن الطابية تمثل شكلا من أشكال العمارة الدفاعية، ويتميز السور الشمالي لها بوجود مسند حجري كبير لاستخدام المدافع، أما الجنوبي فمعظمه مطمور أسفل الرمال، أما السور الغربي يتميز بوجود مجموعة من الحجرات بها مداخل، وبالجدران مزاعل مستطيلة، أما في وسط الطابية فيوجد بقايا بناء أسطواني يعتقد أنه البرج الذي استخدم للمراقبة، وتم بناؤه من الحجر والطوب ويحتوي على مدخل مساحته متر ونصف، وارتفاع ما يقارب المترين، ويبلغ سمك جدران الطابية مترا كاملا.

فيما صدر تقرير عن وزارة الآثار بتاريخ 28 فبراير 2011 يؤكد أن معظم مبانى الطابية الحربية مختفٍ تحت الرمال، ومعظم الحجرات تحتاج إلى تنقيب أثرى، حيث يبلغ قطر برج الطابية 10 أمتار، وتقع الطابية فوق تل يرتفع عن الأرض المحيطة به.

وفي 9 أغسطس 2012 أصدر الدكتور محمد إبراهيم على وزير الآثار وقتها قرارًا بتسجيل الطابية ضمن عداد الآثار الإسلامية والقبطية، وفق قرار اللجنة الدائمة الصادر في 1 يونيو من نفس العام، وصدقه قرار مجلس الوزراء رقم 884 لسنة 2012.

وتحتاج الطابية لتنفيذ مشروع حفائر علمية لإظهار أسوارها واستخراج ما بها من مكتشفات مدفونة تحت الرمال، وتم تقديم عدة مقترحات لتطويرها وتحويلها لمزار سياحي، لكنها لم تلق الموافقة حتى الآن، وذلك حسب الدكتور محمد طمان المدير العام لآثار الدقهلية.

وأكد مصدر بآثار الدقهلية تقديم مقترح لتطوير الطابية إلا أنه لم يتم تنفيذه، وشمل المقترح التطويرى على إقامة سور دائري لحماية الطابية عدا الجهة الشرقية المطلة على بحر أشتوم، والتي يمكن استغلالها كممشى أو كورنيش للترفيه، مع إقامة مبنى للموظفين والأمن، وعمل مرسى للسفن والمراكب الصغيرة، وتنظيم رحلات بحرية.

كما اقترحت اللجنة التي عاينت الطابية ضرورة إجراء حفائر علمية شاملة للكشف عن مكوناتها وتفاصيلها من أسوار وحجرات وأبراج، وترميم الأجزاء الموجودة حاليًا، وتقوية مصاطب المدافع التي كانت تستخدم لحمايتها، وعمل مشروع للصوت والضوء يحاكي آثار المنطقة وتاريخ البحرية المصرية، وإنشاء مسرح مكشوف لتقديم الفولكلور الشعبي والأعمال المسرحية الخاصة بالأحداث والمعارك الحربية، وذلك لوضعها على الخريطة السياحية بالمحافظة.

وفى 11 أبريل 2018 نشرت جريدة الوقائع المصرية قرار وزارة الآثار رقم 346 لسنة 2017 بشأن تحديد خطوط التجميل كحرم لطابية عرابي بأشتوم في مدينة جمصة بمحافظة الدقهلية، المسجلة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 848 لسنة 2012، والموضحة الحدود والمعالم بالمذكرة الإيضاحية والخريطة المساحية.
الجريدة الرسمية
عاجل