سلام سلاح
تحتفل مصر عامة والقوات المسلحة خاصة بيوم الشهيد، وهو اليوم الذي استشهد فيه الفريق عبد المنعم رياض، ولمن لا يعرف، فإن الفريق الشهيد كان رئيس أركان القوات المسلحة المصرية في ذلك الوقت، وكان واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين..
حيث شارك في الحرب العالمية الثانية، وفي حرب فلسطين، وفي صد العدوان الثلاثى، وأثناء نكسة 67، وحرب الاستنزاف، وحقق فيها انتصارات عسكرية سجلها التاريخ بأحرف من نور، مثل معركة "رأس العش" التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بورفؤاد..
كما تم أثناء رئاسته لعمليات الحرب تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات، وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية، كما أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، وأشرف على تنفيذها بنفسه وتحدد يوم السبت 8 مارس موعدًا لبدء الخطة، وفي التوقيت المحدد انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة وتدمير جزء من مواقع خط بارليف وإسكات بعض مواقع مدفعيته في أعنف اشتباك شهدته الجبهة وقتها..
وفي صبيحة اليوم التالي الأحد 9 مارس قرر عبد المنعم رياض أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن كثب نتائج المعركة، ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدمًا التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.
وشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق عبد المنعم رياض، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده، واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق عبد المنعم بنفسه نحو ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها، ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبد المنعم رياض متأثرا بجراحه بعد 32 عاما قضاها في الجيش، فسلام على أرواح الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لننعم بالنصر.