اغتيال مرسى!
ليس هناك أخطر على مصر من فكر متشدد، متطرف، يتجاوز حقائق الدين والواقع إلى ترهات وهلاوس عقلية مقيتة، تدفع للغلو والتكفير، والقتل باسم الإسلام، مع سبق الإصرار والترصد، والإسلام برىء من أفكارهم، ومخلفات عقولهم الشيطانية.
أقول هذا الكلام بمناسبة الهجوم الحاد الذي شنّه عدد من قيادات تنظيم السلفية الجهادية، على الرئيس محمد مرسى، إلى الدرجة التي دفعت أحدهم إلى المطالبة باغتياله على غرار الرئيس الراحل أنور السادات، باعتباره لا يطبق الشريعة، وقال القيادى السلفى الجهادى إسماعيل الشافعى: "إن الأسباب التي دعت لاغتيال السادات هى ذاتها التي يستحق عليها مرسى الاغتيال»، متسائلاً: «أين أنت يا خالد الإسلامبولى لكى نتخلص من مرسى وأذنابه والعناصر التي تنسب نفسها باطلاً إلى الجهاد؟".
وذكر، في تصريحات على صفحته الشخصية على شبكة الإنترنت، أسباب اغتيال «السادات» والتى تجيز اغتيال «مرسى» بــ «الحكم بغير ما أنزل الله، والتصالح مع اليهود، والزج بالإسلاميين في السجون، وانتشار الخمّارات والملاهى الليلية».
هكذا بكل بساطة حل الشافعي، الذي يبدو أنه ليس له من اسمه نصيب، الدم الحرام، وراح يتنطع في دين الله، ويحل ما حرم الله، غير عابئ بآيات قرآنية وأحاديث نبوية عديدة تبرهن على كذب أقواله، وتؤكد أنه يسير على درب الخوارج، في" التمترس" بالدين من أجل القتل وسفك الدماء وإشاعة الفوضى باسم الله، والله برىء مما يقولون ويفعلون.
وبالطبع، فإننى هنا لست مدافعا عن الرئيس مرسي، ولكن الحقيقة أن من يحل دم رئيس الدولة، أيا كان الاتفاق معه أو الاختلاف حوله، لا يمكن أن يرقب في الناس جميعا إلاً ولا ذمة، وإذا علمنا أن هذا الفكر يرى أن المجتمع جاهلي، ومن الواجب إشهار السلاح في وجوه الجميع بحجة أنهم لا يلتزمون بدين الله ولا يطبقون أحكامه، ولا ينهون عن منكر، فإننا ندرك بالطبع حجم الخطر الذي يمثله.
ولمن لا يعرف، فإن جماعة السلفية الجهادية، التي تتبنى هذه الأفكار، نشأت في الثمانينيات من القرن الماضى، وتتخذ من الجهاد منهجا للتغيير، ومن بين أهم مبادئها فكرة الحاكمية، والولاء والبراء، وتكفير الناس بالشبهات، كما أنها وراء العديد من العمليات المسلحة في سيناء وغيرها، وخاصة خطف جنود رفح، ولكل هذا لابد من التصدى لها بقوة قبل فوات الأوان.
وختاما أقول: ألا هلك المتنطعون.. وساء ما يفعلون!..