رئيس التحرير
عصام كامل

كفى خداعًا للنفس!


أرثى لحال هؤلاء الذين شعروا بالصدمة حينما سمعوا أن الحكم سعى للتفاوض مع الإرهابيين الذين اختطفوا الجنود السبعة في سيناء.. فهم للأسف الشديد أحسنوا الظن بالحكم الإخوانى وتصوروا،خطأ، أنه سيقدر عراقة الدولة التي يحكمها والتي لا يجب أن تخضع لإرهابيين!..


إن حال هؤلاء المعدومين لا يختلف عن حال آخرين سبق أن أحسنوا الظن قبل الانتخابات الرئاسية بالإخوان، ومنحوا تأييدهم للمرشح الإخوانى في هذه الانتخابات، ولم ينصتوا لتحذيرات من يعرفون عن حق الإخوان، ولذلك كانت صدمتهم كبيرة عندما أدركوا بعد فوات الأوان أنهم اشتروا الترام، عندما حنث من ساندوه بكل وعوده لهم بل وانقلب عليهم.. وهكذا يصر البعض منا على أن يلدغ من ذات الجحر مرتين وأكثر!..

أليس الحكم الإخوانى هو الذي سعى مبكرًا للتفاوض مع الإرهابيين في سيناء بعد قتل جنودنا في رفح، وعطل تنفيذ العملية العسكرية «نسر»؟!..

أليس هذا الحكم هو الذي قام بالعفو عن العشرات من قدامى الإرهابيين، وبعد أن أخرجهم من السجون احتفى بهم؟!..

ثم.. أليس هذا الحكم هو الذي يتحالف مع قدامى الإرهابيين الآن ويعين بعضهم في مناصب حكومية، ويتعاون معهم ميدانيًا في تنظيم المظاهرات التي تستهدف إخضاع القضاء والإعلام؟!..

كذلك.. أليس هذا الحكم هو الذي يحظى الآن بالدفاع الحار من قدامى الإرهابيين في مصر بكبار الإرهابيين خارجها، وعلى رأسهم «أيمن الظواهرى» الذي يقود أكبر تنظيم إرهابى عالمى؟!..

إذًا.. لماذا يخدع البعض منا أنفسهم على هذا النحو ويتوهمون بأن هذا الحكم الإخوانى سوف يتصرف بطريقة تصون كرامة الدولة العريقة، وبالتالى يعرضون أنفسهم للصدمات عندما يمد الحكم الإخوانى يده علنًا للإرهابيين الذين خطفوا جنودنا.

صحيح أن الإخوان قدموا أنفسهم للأمريكان والأوروبيين علي أنهم الجناح المعتدل بين فصائل وجماعات تيار الإسلام السياسى.. لكن ذلك كان مجرد تكتيك للفوز بالمساندة الأمريكية والأوربية، بينما موقفهم الإستراتيجى لم يتغير حتى الآن..

فهم يعتبرون بقية فصائل هذا التيار فصائل شقيقة لها عليهم حقوق الأشقاء!.. وبالتالى لا يكشر الحكم الإخوانى عن أنيابه لمن خطفوا جنودنا في سيناء ليبادلوهم بسجناء محكومين في قضايا عنف.

سوف يستمر هذا الحال مع الاعتذار لكل السادة الذين ارتكبوا حماقة حسن الظن بالحكم الإخوانى، والتي لا يدفعون وحدهم ثمنها.
الجريدة الرسمية