مأساة رصيف (نمرة ٦) بمحطة مصر
حوادث القطارات متكررة في معظم دول العالم المتقدمة لأسباب إما فنية أو أخطاء بشرية، كما هو الحال لدى وسائل النقل، حيث لا تخرج نتائج الحادث عن أمرين عيب فني أو خطأ بشري، ومع وقوع الحادث ينتج ضحايا وإصابات، وتبدأ مرحلة التحقيقات لتحديد أسباب الحادث.
تكرار حوادث القطارات التي توقع ضحايا يعني أن منظومة السكك الحديدية لا بد من تطويرها وتدريب الكوادر وتأهيلها بالمستوى العلمي الذي ينتج عنه تقديم خدمة عالية المستوى والحفاظ على الأرواح.. الأربعاء قبل الماضي مع دقات الساعة التاسعة والنصف صباحًا وقع تصادم كبير لأحد الجرارات بمحطة مصر لحقه صوت انفجار مدوى وارتفاع ألسنة النيران وأعقبها أصوات الصراخ وعيون المواطنين مصوبة نحو رصيف (نمرة ٦)، الذي شهد حادث القاطرة التي اصطدمت بالحائط الخرساني بسرعتها الجنونية.
الحادث أسفر عن وقوع ضحايا ومصابين بسبب النيران الملتهبة التي أحاطت بهم من كل جانب.. مشاهد صادمة ومؤلمة وجثث متفحمة وشباب يسرع لإنقاذ من حاصرته النيران.. القيادة السياسية والحكومة تحركت بكافة أجهزتها لمحطة مصر لمتابعة آثار الحادث الأليم، وتعهدت بالمساءلة والمحاسبة لكل من قصر وتهاون وتسبب في وقوع الحادث.
"هشام عرفات" وزير النقل بادر بتقديم استقالته في تصرف حضاري من منطلق مسئوليته عن هذا القطاع الذي يعد جزءا أساسيا لانتقال المواطنين، ولكن هذا لا يكفي لأن هناك مسئولية تجاه هذا المرفق الحيوي لتطويره وتحديثه بالمستوى اللائق.. ما يثير الخجل والدهشة أن إحدى القنوات الفضائية تستضيف سائق القاطرة المنكوبة، في محاولة لتبرير موقفه وتقديم الاعتذار عن الخطأ الذي ارتكبه، في الوقت الذي لم تجف فيه دموع أهالي الشهداء.
على العموم لابد من الإسراع في إصلاح وتطوير منظومة هذا المرفق تجنبًا لوقوع كارثة أخرى.