في ذكرى رحيل القديس.. البابا كيرلس صديق الأقباط في الأوقات الصعبة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدا السبت، بذكرى رحيل البابا كيرلس السادس البطريرك الـ"116" للكنيسة.

واعتاد الأقباط على زيارة الطاحونة في منطقة مصر القديمة، لإحياء تذكار العام الـ"49"، خاصة أنه عاش فيها غالبية حياته.

ومنح المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لقب قديس، للبابا كيرلس السادس، بعد مرور خمسون عاما على رحيله، والتأكد من قدسيته ومعجزاته.

ويرتبط اسم البابا كيرلس، بالأوقات الصعبة في حياة الأقباط، خاصة أنه شفيع الألم والمحن، وغالبا ما يدعوه الطلبة في أوقات الامتحانات، كما أن الأسر الطلابية في الجامعة غالبا ما يطلق عليها اسم البابا كيرلس.

البابا كيرلس اسمه بالميلاد عازر ولد ببلدة طوخ النصارى بدمنهور في يوم الجمعة 2 أغسطس سنة 1902، ووالده هو يوسف عطا المحب للكنيسة وناسخ كتبها، وكان يعمل بشركة للملاحة، ثم تقدم باستقالته في يوليو سنة 1927، ودخل دير البراموس، ونال درجة الرهبنة فور قدومه.

في 25 فبراير سنة 1928 سمي بالراهب مينا البراموسى، رسمه الأنبا يؤانس قسًا بعدها بـ3 سنوات، وترك دير البراموس واتجه للدير الأبيض، وقضى أيامه راهبًا متوحدًا في مغارة بالصحرا، بعدها عاش في طاحونة قديمة ومهجورة بمصر القديمة، وبدأ يصنع المعجزات لأهل المنطقة.

عام 1944 أُسْنِدَت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون بمغاغة، وفى نوفمبر عام 1957 ترشح للبابوية وتم اختياره بابا للكنيسة في أبريل عام 1959.

جمعت البابا كيرلس صداقة بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر حتى تبرع الأخير لبناء كاتدرائية الأقباط بالعباسية، وكان البابا كيرلس رجلًا وطنيا، ففور اجتياح إسرائيل لأراضى 1967 أصدر قرارا بمنع زيارة الأقباط للقدس.

توفى البابا كيرلس عام 1971، ونقل جثمانه في احتفال مهيب لدير مارمينا العجايبى، وفقا لوصيته، ومنحه المجمع المقدس لقب قديس عام 2013.

نجح البابا كيرلس في تدعيم صلة الكنيسة القبطية بالكنيسة الحبشية فقد رسم لإثيوبيا بطريركًا جاثليق سنة 1959، ووضع حجر الأساس لدير مارمينا بمريوط سنة 1959، كما رسم الأنبا شنودة أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، والأنبا صموئيل أسقفًا للخدمات العامة، والأنبا جريجوريوس أسقفًا للدراسات العليا والبحث العلمي.

في عهده بدأت خدمة كنائس المهجر في أمريكا وكندا واستراليا وغيرها، ووضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية الجديدة بالأنبا رويس بالقاهرة، وإرجاع جسد القديس مارمرقس إلى القاهرة.