أسرانا في مصر !!
كان لنا أسرى فى إسرائيل، وعلى مدار معاركنا معهم لم يؤثر فينا قتالهم بقدر ما هزتنا صورة أولادنا وهم معصوبو الأعين ومكتوفو الأيدي في كارثة ١٩٦٧، ومنذ هذا التاريخ لم نر جنديًّا مصريًّا فى هذه الصورة الأسيرة والمنكسرة، ومضت الأيام ورأينا صورًا لقادة إسرائيليين فى الأَسْر المصري.
ومضى قطار السلام سريعًا ولا تزال صورة أولادنا فى ١٩٦٧ صورة دامية لقلوبنا لا يمكن تجاهلها أو نسيانها، ومن أجل ذلك كان الشعب المصري دومًا داعمًا لقواته المسلحة لإعادة البناء حتى وصل إلى سدة الحكم شخص يدعى محمد مرسي، وعلي يديه حدث أكبر تصالح في التاريخ بين دولة حديثة وعصابات الإرهاب التي اعتادت أن تعيش فى الكهوف، وعلى يديه المباركتين رأينا مرة أخرى صورة أولادنا وهم أسرى، معصوبي العينين ومكتوفي اليدين، وفي ذات الوقت الذي طالب فيه جلالته بالحفاظ على أرواح المخطوفين باعتبارهم أولاده وعلى أرواح الخاطفين باعتبارهم رفاق زنزانة .
هذا المشهد الفوضوي لجنود مصريين أسرى لدى مواطنين مصريين، ومطلوب من جيش مصر أن يحررهم من آسريهم.. أليست هذه مهزلة؟ أليس من الجنون ألا تعرف من الذى يحكمك ويحكم بلادك؟ وهل مطلوب من الجيش أن يستعين بقوات متعددة الجنسيات لتحرير الرهائن؟ وهل صنعوا عملية الاختطاف كما قتلوا أولادنا من قبل في رفح وغضّ الجيش الطرف عن تلك الجريمة؟ هل مطلوب توريط الجيش في حرب عصابات مثلما حدث ذات الأمر في سوريا؟
إنني شخصيًّا أعتقد أن تحرير الجنود ليس نهاية المطاف، وإنما تحرير مصر من هذا العفن الذي كسا وجهها، وأولى بوادر هذا العفن هو الرئيس شخصيًّا.