"القرار الغامض".. وزيرة الصحة تقيل مدير معهد القلب.. البيانات الرسمية تشيد بإنجازاته في إنهاء قوائم الانتظار.. الحق في الدواء: محاولات لإعادته.. ومواقع التواصل تلقبه بطبيب الغلابة وترفض القرار
أثار قرار وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد بإقالة الدكتور جمال شعبان مدير معهد القلب القومي حالة من الغضب عم أعضاء الفريق الطبي والعاملين بالمعهد فضلا عن الوسط الطبي بأكمله من أطباء القلب لما عرفوه عن الدكتور جمال شعبان من جهد وافر بذله في المعهد.. «فيتو» ترصد تفاصيل الواقعة.
وتشير المعلومات الوظيفية إلى أنه تم تعيين الدكتور جمال شعبان في منتصف شهر سبتمبر الماضي وأنه منذ ذلك الوقت يقوم بواجبه على أكمل وجه حسب ما أكد العاملون بالمعهد.
إلغاء الإجازات الرسمية
وقال العاملون في المعهد إنه كان يصل إلى مقر مكتبه في السابعة صباحا ويعمل في أيام الإجازات الرسمية ولم يغلق بابه أمام مريض وخلال فترة توليه المعهد لم تحدث أي مشكلات تخص مرضى القلب بل كان يقدم لهم كافة التسهيلات الإدارية والطبية وفي فترة توليه تضاعفت عدد ساعات العمل للأطباء لإنجاز العمليات الجراحية حيث وصلت قوائم الانتظار إلى صفر.
قوائم الانتظار
وهو ما أكده الدكتور جمال شعبان نفسه من قبل عندما أكد في تصريحات له أنه تم إنهاء جميع قوائم الانتظار ضمن مبادرة الرئيس السيسي وأنه تم إجراء أكثر من 7 آلاف جراحة قلب وعملية قسطرة وتركيب دعامات.
وقبل تولي جمال شعبان مسئولية المعهد كان قسم جراحة قلب الأطفال متوقفا لعدة سنوات وكانت قوائم الانتظار بالمعهد تصل إلى العام.
حالة من الغموض
وما يثير حالة من الغموض بشأن قرار الإقالة أن البيانات التي أصدرتها وزارة الصحة نفسها والخاصة بقوائم الانتظار كانت تشيد بأداء معهد القلب في إنجاز العمليات الجراحية خاصة وأن جراحات القلب تشكل العبء الأكبر في قوائم الانتظار وأن أكبر عدد من المرضى كانوا مرضى القلب ثم تخرج علينا اليوم وزارة الصحة في بيان تكشف فيه عن سبب إقالة مدير المعهد لتؤكد أن قلة عدد العمليات الجراحية وظهور حالات جديدة لا يمكن أن تنتظر دورها في إجراء العمليات وأكدت وزارة الصحة في بيان رسمي لها من قبل إجراء معهد القلب 4952 جراحة ضمن قوائم الانتظار.
الحق في الدواء
ومن جانبه قال محمود فؤاد مدير مركز الحق في الدواء إن ممثلي المجتمع المدني تواصلوا مع لجنة الصحة بمجلس النواب في البرلمان لإعادة دكتور جمال شعبان لمنصبه.
مشيرا إلى أن الإقالة تعد صدمة لأوساط المعاهد التعليمية مؤكدا أن هناك رضا تاما عن الخدمات التي قدمها الدكتور شعبان، قائلا:" يكفي أن المعهد طوال الأشهر السابقة لم يتعرض لاعتداءات كانت متكررة من أهالي المرضى في أوقات سابقة.
التواصل الاجتماعي
وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي فيس بوك بتدوينات تؤكد غضبهم من قرار إقالة الدكتور جمال شعبان حيث أطلق عليه الجميع طبيب الغلابة والإنسانية.
رد الصحة
وفي أول رد فعل لوزارة الصحة قال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن قرار وزيرة الصحة جاء بعد مذكرة عرضت عليها من الدكتور أحمد محيى القاصد، مساعد الوزيرة لشئون الطب العلاجى والمشرف على قوائم الانتظار، توضح عددًا من الأخطاء رصدتها لجنة مشكلة من الغرفة المركزية لمتابعة إنهاء قوائم الانتظار بمعهد القلب القومى.
وأشار إلى وجود عدد من العمليات الجراحية تم تأجيلها بمعهد القلب بدون سبب أو مبرر لمرضى يعانون من ويلات المرض، وفى أمس الحاجة إلى إجراء التدخلات العاجلة، الأمر الذي يحتم اتخاذ هذا القرار حرصا على صحة وسلامة المرضى، لافتًا إلى أن اللجنة تبينت خلال بحث شكاوى المرضى أن هناك 3598 مريضا لم يسجلوا في المعهد ضمن منظومة قوائم الانتظار ما يؤجل إجراء جراحاتهم العاجلة.
تضارب الأرقام
وأضاف أن اللجنة تبينت أن عدد العمليات التي أجريت في الفترة من 1 يناير 2019 وحتى 5 مارس الحالى 79 عملية جراحية فقط من أصل 660 حالة مسجلة على منظومة قوائم الانتظار، علما بأن الطاقة الاستيعابية لعمليات القلب المفتوح بالمعهد تبلغ 240 حالة شهريًا.
وأكد أن وزيرة الصحة وجهت على الفور بتوزيع الحالات المؤجلة بمعهد القلب إلى مستشفيات الزيتون التخصصي، وزايد التخصصي، ومبرة مصر القديمة، لإجراء التدخلات الجراحية العاجلة، حرصًا على سرعة إجراء جراحاتهم في أسرع وقت ممكن، كما كلفت المدير الجديد لمعهد القلب بسرعة إنهاء العمليات المؤجلة للمرضى بدون سبب، وتسهيل إجراءاتهم، حرصًا على صحة وسلامة المرضى.
وقال إن وزيرة الصحة شددت على أنه لا تهاون في حق المرضى، وأنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال تلك المخالفات التي هددت حياة المرضى بسبب التقاعس والتقصير الذي شهده المعهد خلال الفترة الماضية، مؤكدة أنها ستتابع مجريات التحقيق للتأكد من توقيع أقصى العقوبات على كافة المقصرين في أداء عملهم.