رئيس التحرير
عصام كامل

ألاعيب سائقي القطارات.. أخطر ملف على مكتب كامل الوزير.. الدميري وضاحي فشلا في تفتيت تكتلاتهم.. الجيوشي دفع ثمن الاقتراب من إمبراطوريتهم.. فهل ينجح «الوزير» في التصدي لهم؟

 اللواء كامل الوزير،
اللواء كامل الوزير، وزير النقل

على مدار الأيام الماضية، ومنذ حادث حريق محطة مصر، ارتفعت معدلات تأخيرات القطارات على كافة الخطوط، لتسجل بذلك أرقاما غير مسبوقة.. التأخيرات الأخيرة للقطارات، ليست بسبب توقف الحركة، أو التقصير من جانب الهيئة القومية للسكك الحديدية، لكنها من صنيعة قائدى القطارات للضغط على قيادات السكك الحديدية، لمنع تطبيق لائحة الجزاءات الجديدة على المخطئين.


تصرفات السائقين ليست وليدة اللحظة، ولكنها مستمرة منذ فترة طويلة، وتعرض عدد من الوزراء لعدة مواقف محرجة مع السائقين دون أن يستطيعوا الاقتراب منهم، سواء في عهد إبراهيم الدميري أو هاني ضاحي، فقط حاول الوزير الأسبق سعد الجيوشى، ولكنه دفع ثمن محاولات الاقتراب من سبوبة ومملكة السائقين، غاليا، فهل ينجح اللواء كامل الوزير، وزير النقل الجديد، فيما فشل فيه الوزراء السابقون؟

ألاعيب السائقين
يمتلك سائقو القطارات العديد من الحيل والأساليب لتهديد وزير النقل أيا كان اسمه، الأمر الذي يجعل مجرد الاقتراب من السائقين بمثابة محاولة اقتحام عش الدبابير.
 ومن أبرز الأساليب التي يستخدمها سائقو القطارات لتهديد الحكومة في كل حادث قطار هو تلويحهم بالإضراب عن العمل وإيقاف المرفق، وفى الغالب لا يستخدم السائقون ذلك الكارت، ولكنهم ينفذون خطة بديلة وهى تخفيض السرعة لأدنى حد ممكن.. وهو ما يجعل الحركة تشهد تأخيرًا لا يقل عن ساعة على الوجه البحرى، وساعتين على الوجه القبلى، ويصل في بعض الحالات إلى 4 ساعات، و6 ساعات كاملة، وهو ما يجعل الركاب البالغ عددهم مليون ونصف المليون يوميا يتعطلون، وبالتالى تتعطل المصانع ويحدث ارتباك اقتصادى في ساعات، لمجرد غضب السائقين من قرارات وزراء النقل، وسبق أن نفذ السائقون هذه الخطة عدة مرات، فعندما يتم إلقاء القبض على أي منهم يقوم كل السائقين بتنفيذ هذا الاتفاق السري بينهم، للضغط على الدولة وفى النهاية يخرج السائق وتبقى الأزمة كما هي.

اللعبة الثانية لبعض السائقين
تتمثل الخدعة الثانية في اللائحة التي تنص على حق السائق في عدم التحرك بالقطار حال حدوث عيب في الجرار أو القطار، ويتحرك السائق وعندما يقترب من مدخل محطة أو تحويلة يتوقف بالقطار ويرفض الحركة، وبالتالى تتوقف حركة القطارات بالساعات بحجة وجود عطل، وأن السائق لا يمكن أن يتحرك خوفا على أرواح الركاب، وهو ما يمثل تهديدا مباشرا لقيادات السكك الحديدية.

رواتب السائقين
وفى الوقت الذي يعانى فيه العشرات من خريجي الجامعات أشد المعاناة في إيجاد فرصة عمل لتقاضي راتب لا يتخطى 2000 جنيه يصل راتب قائد القطار إلى أكثر من 16 ألف جنيه لقائد القطار من الدرجة الأولى على الخطوط الطوالى، وتقسم رواتب السائقين لأكثر من فئة؛ الأولى راتب مساعد السائق ويبدأ من 3000 جنيه، ثم راتب السائق على الضواحي وصولا لراتب السائق على الطوالى، ثم راتب السائق الدرجة الأولى، والذي يصل لأكثر من 16 ألف جنيه شهريا، منها الراتب الأساسى للسائق، وبدل على الكيلومتر الذي يقطعه، بالإضافة إلى الحوافز وغيرها من المميزات التي تقفز براتب سائق قطار السكة الحديد.

وفى الوقت الذي يمثل السائقون أكبر أعباء السكك الحديدية تمتلك الهيئة الفرصة الحقيقية للتخلص من هذا العبء أو الأزمة بحل من الاثنين إما بفتح المجال للاستعانة بخريجى المعاهد الفنية للعمل مساعدين على القطارات أو الاستعانة بطلاب معهد وردان للعمل سائقي تدريب احتياطي أو بمعنى آخر سائق ثالث على الجرار، على أن تكون هناك وفرة في السائقين، بدلا من الوقوع تحت تهديداتهم.

المهندس عبد الله فوزي، المستشار الأسبق لرئيس السكة الحديد، يرى أن الهيئة لا بد أن تشهد تعاملا بشكل جديد مع السائقين، يختلف عن الفترة الماضية، مطالبا بضرورة العمل على تدشين لائحة مخالفات وغرامات جديدة مع تغليظ العقوبات، لتبدأ من المنع عن العمل أو إلغاء التعاقد في الفترة القادمة، أو الإحالة للتقاعد وتصل للسجن في حالة الحوادث، وأكد وجود أزمة حقيقية مع السائقين لا بد من مواجهتها بحزم وقوة، موضحا أن جرارات الورش وحوادثها تشهد تراخيا شديدا، والدليل على ذلك ما حدث قبل عام عندما تشاجر سائق مع مهندس، وقام السائق بصدم المهندس وقتله داخل الورش، وبالتالى لا بد أن يكون هناك رادع قوي في حالة خطأ السائق والهيئة تمتلك من القوانين والإمكانيات ما يؤهلها لتنفيذ القرارات.

"نقلا عن العدد الورقي"..
الجريدة الرسمية