رئيس التحرير
عصام كامل

جوهر المشكلة!


يقول عالم الفيزياء الألماني الشهير (ألبرت أينشتاين): "إن المشكلات الكبيرة التي تواجهنا لا يمكن حلها بنفس مستوى التفكير الذي أدى إلى إيجاد هذه المشكلات نفسها"، وأحد تعريفات الجنون أنه "الاستمرار في فعل نفس الشيء مع توقع نتائج مختلفة".


تقدم لنا هذه الكلمات المعبرة ذات المعانى والدلائل شديدة الوضوح الإجابة المباشرة على السؤال الأهم في حياتنا المعاصرة في مصر المحروسة الآن، وهو: لماذا نفشل في كل مرة في إحداث تغيير حقيقي مستدام، وإيجاد حلول سليمة للعديد من مشكلاتنا المستعصية التي لا يمكن أن تخطئها أي عين مثل: المحليات، والإعلام، ومنظومة النقل التي تكبدنا كل عام خسائر بشرية ومادية تعتبر من أعلى المعدلات على مستوى العالم.. إلى آخر المشكلات التي نعلمها جميعًا.

مع الأسف في كل المشكلات التي نعانى منها بصورة مستمرة نفكر دائمًا في الحلول السريعة والسطحية على الرغم من إدراكنا أن "الأداء السريع ليس بديلًا للأداء الصحيح"، وهنا أرجو أن نعى أن إخفاقنا الدائم في تحقيق التغيير المنشود في منظوماتنا الفاشلة سببه الأساسي هو عدم تنفيذنا لهذا "التغيير" بالأسلوب الاحترافى الواجب اتباعه، والموضح تفصيلًا مراحله وإجراءاته في علم "إدارة التغيير" الذي يتم تدريسه في مرحلة الدراسات العليا داخل وخارج مصر، والذي لا نطبق منه أي شيء مع الأسف في معظم مؤسساتنا التي تحتاج بشدة لهذا التغيير، فنكون بذلك كمن يصر على ممارسة لعبة التنس في ملعب للجولف، على الرغم من إدراكه أنه لا المكان ولا الأدوات تناسب تلك اللعبة.

وأختم بمقولة رجل الصناعة اليابانى الشهير (كونوسكى ماتسوشيتا) والتي يوضح لنا من خلالها جوهر نجاح "كوكب اليابان" – كما أحب دائمًا أن أطلق عليه– حيث يقول:
إن أغلب قصص الفشل والمشكلات في العديد من الشركات الغربية تعود إلى هذا المبدأ الأساسى: "الرئيس عليه التفكير، أما العمال فعليهم فقط التنفيذ بالأدوات"، وهو ما يجعل الأمر يبدو وكأن الأفكار تسرى من رءوس المديرين إلى سواعد العمال، أما بالنسبة لنا في اليابان فجوهر الإدارة هو "فن التعبئة، والتعاون والتكتل الذهني لكل العاملين في اتجاه هدف المنشأة". 
وأهدى كلماته هذه إلى حكومتنا الرشيدة لعلها تكون خير معين لها في خطواتها القادمة بإذن الله.
الجريدة الرسمية