رئيس التحرير
عصام كامل

أغرب معدات المستخدمة في ترميم الآثار.. «الشنيور» لعمل ثقب بدندرة.. «مسامير» لتعليق رأس تمثال بسوهاج.. تحطم «سيتي الأول» بـ«شاكوش».. الأسمنت لترميم معبد الكرنك..

فيتو

الآثار المصرية كنوز لا تقدر بثمن، تحكي تاريخا حافلا للفراعنة من إبداعات وابتكارات، يأتي إليها السياح من شتى بقاع العالم لمشاهدتها، رغم ذلك تغيب عنه كافة معايير الحفاظ عليه، بداية من الأدوات المستخدمة في ترميمها وتركيبها وتثبيتها، وصولا لتركها في أيادي قليلة الخبرة.


الشنيور
«الشنيور» كان وسيلة القائمين على تنفيذ مشروع تطوير المنطقة المحيط بمعبد دندرة في قنا، لعمل ثقوب جزئية في تمثال الإله «بس» رب المرح والسرور والفكاهة وطارد الكوابيس والأرواح الشريرة في المعتقدات القديمة، لإعادة تركيبه مرة أخرى بواسطة الخوابير الحديدية لعرضه بالمتحف المفتوح بالمعبد.

ويظهر الإله «بس» في معبد دندرة بقنا على هيئة قـزم حيث كان دوره حماية للطفولة والأمومة، وقد لعب دورًا مهمًا في مصر القديمة كرب للمرح والسرور، ويتسم بصورة هزلية، وهيئة تجمع ما بين البشرية والحيوانية، وتشيع الضحك والخوف في آن واحد، وقد حمل "بس" كرب حامٍ صفاتٍ شافية خاصة للسيدات الحوامل في المعبد، كما كان حاميًا للنائمين.

مسامير
المسامير استخدمتها الوزارة لتثبيت رأس تمثال أثري بمتحف سوهاج يناير من العام الحالي، وأثارت الواقعة ضجة كبيرة على السوشيال ميديا، واعتبره خبراء الآثار كارثة تتنافى مع كل الأصول المتعارف عليها للعرض المتحفي.

بينما أصدرت وزارة الآثار بيانًا توضيحًا أن هذه الطريقة تستخدمها جميع متاحف العالم والمتاحف المصرية لتثبيت القطع الأثرية ثقيلة الوزن وضخمة الحجم، وقالت رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار إلهام صلاح آنذاك في البيان، إن ما تم استخدامه في تثبيت رأس التمثال في متحف سوهاج القومي عبارة عن دعامات معدنية اُستخدمت بصفة مؤقتة لحين تثبيت هذه القطع على قواعد العرض المتحفي الخشبية والمعدنية المعدة خصيصا لها.

شاكوش
وبدعوى إصلاح شرخ في القدمين، تم تحطيم تمثال «سيتي الأول» باستخدام الأزميل والشاكوش في يناير عام 2016، الأمر الذي تسبب في تحطم القدم إلى 30 قطعة، وعلقت وزارة الآثار على الواقعة بقولها إنه كان سلوكا أعمى.

وأكد تقرير رفعه عدد من العاملين في المعبد للنيابة الإدارية، عقب تقدمهم ببلاغ يتهم مدير عام المعبد ومسئولى قطاع الترميم بتدميره أن أعمال الترميم جرت بعشوائية، فلم يقم المرممون بأخذ قياسات قبل فك التمثال، ترصد مدى ميله والهبوط الأرضي أسفله الذي استدعى فكه، كما لم يأخذوا عينات تؤكد استخدام أسمنت في عمليات الترميم التي تعرض لها التمثال في عشرينيات القرن الماضى.

الأسمنت
وفي عام 2016 طرحت قضية ترميم معبد الكرنك بالأسمنت الأسود وتشويه بعض القطع الأثرية به على الساحة، حيث تداول رواد موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بعض الصور لترميم تمثال الملك أوزوريس في الأقصر بشكل مشوه.

وأكدت مصادر بوزارة الآثار لـ«فيتو» آنذاك، أن المرممين كانوا يريدون استكمالًا يليق بمكانة التمثال، وكان سيتم نحت القدم وبقية التمثال مع مراعاة المعايير المتبعة في الاستكمالات ولكنهم لم يتمكنوا.

معدات دقيقة
وفي نفس السياق، يقول «بسام الشماع» الخبير الأثري: إن طريقة أداء المرممين المصريين في التعامل مع الآثار بشكل عام مرفوضة نهائيا، والأدوات المستخدمة مهينة، فمن المفترض أن هناك أدوات ومعدات متخصصة دقيقة متعارفا عليها دوليا تستخدم في ترميم وتثبيت تلك الآثار، ولكن المرممين المصريين فشلوا في اتباع طرق التعامل مع الآثار لدخول القرن الـ20.

وأكد «الشماع» على أنه ليس شرطا وضع القطعة الأثرية على قاعدة حجرية، كما أنه من الأفضل وضعه على رمل، وبالتالي سيكون الشكل أكثر جاذبية، فضلا عن أنه سيحمي التماثيل من الهزات الأرضية، كما أنه لا يدفع المرممين إلى استخدام الشنيور أو غيره للتعامل مع الأثر وعمل ثقوب له، ويمكن تفادي تخريبه من قبل المارة بعمل كردون حوله.
الجريدة الرسمية