رئيس التحرير
عصام كامل

فيديو مدرسة الإسكندرية الذي لن تذيعه قنوات الشر!


قصف يومي من إعلام الشر لا يتوقف ساعة واحدة لوزارة التربية والتعليم كلها ولوزيرها تحديدا، ومن بين أكثر من خمسين ألف مدرسة تتوقف قنوات الشر عند عدة مدارس تم إهمال تنظيف محيطها أو الانتهاء من تجهيزها للدراسة، وهي بالطبع نسبة لا تذكر!


وفي الواحد والخمسين ألف مدرسة ومئات الألوف من الفصول توقفت قنوات الشر عند عدة فيديوهات لمشاجرات داخل الفصول أو خروج عن المسار الطبيعي للعملية التعليمية، وهي أيضا نسبة لا تذكر!

أمس الخامس من مارس سجلت كاميرات أحد المدرسين مقطع الفيديو تم تداوله بإحدى المدارس التابعة لإدارة المنتزة التعليمية بالإسكندرية، المقطع لأحد المدرسين يبدو وهو يرتدي زيا أنيقا يدل على ذوقه ومستواه الثقافي، وقد "شمر عن ساعديه" فعلا، ويقوم بيديه بـ "تسليك" بالوعة الصرف بفناء المدرسة، دون اعتبار لمكانته بين التلاميذ وزملائه ولا خوفا على ملابسه!

ويبدو أن تسجيل المشهد قد بدأ متأخرا عن سعي الرجل للتخلص من المياه التي بدأت في إغراق الفناء، إذ إن كومة من المخلفات تبدو بجانبه، وانتهى الفيديو دون أن يتوقف المدرس المحترم عن جهوده لإنهاء الأمر، والمدهش أنه لم يبال بمن يلتقط له الفيديو التي قد يرفضها الكثيرون.

والأكثر دهشة أنه لم ينهر التلاميذ الذين يلعبون الكرة حوله على أحد أرصفة المدرسة، ولم ينفعل عليهم رغم أنه يصلح "مجاري" المدرسة ربما ليستمتعوا بوقت راحتهم وفسحتهم!

هذا النموذج المخلص سيدرس مادته بالإخلاص نفسه الذي دعاه ليصلح ما لا علاقة له به، وغيره سيرى أن الأفضل والأسهل إما البحث عن فني يقوم بذلك أو ترك المياه تجري وتغرق المكان! وفي الحالتين لا حرج على المدرس ولا على هيئة التدريس كلها!

فرق كبير بين النقد للإصلاح وبين التربص، وما تقوم به قنوات الشر تربص مفضوح يعكس سوء النية والقصد، وبما لا يخيل على الشعب المصري، وهذا موضوع طويل إنما ما يعنينا الآن هو تكريم المدرس المذكور الذي يقول الفيديو إن اسمه "إكرام"، والوصول إليه ليس صعبا لا على وزارة التعليم ولا على محافظة الإسكندرية.

فما قام به ليس من عمله، كما أن إقرار مبدأ الثواب والعقاب هو قمة العدل، وكما عاقبنا الكثيرين ممن أخطأوا وكان حق.. فمن الحق أيضا مكافأة المتميزين خلقا وعملا.. ربما شجع ذلك الكثيرين.. وتشيع الإيجابية أكثر وأكثر في الوسط التربوي.. وهو عين ما نريده!
الجريدة الرسمية