الاستقالة واجبة يا سيادة النائب!
أن تكون عضوا بإحدي لجان البرلمان يعني أن تكون قريبا جدا، وعيا وثقافة، من عمل اللجنة، مطلعا عليه وخبيرا به، ستكون النائب المكلف بمراقبة الوزارة المكلفة بالعمل، ومكلفا بمراقبة وزيرها، هكذا الحال في لجان الخطة والموازنة.. الاتصالات.. الشباب والرياضة.. الثقافة والإعلام و.. والنقل!
أما أن تكون وكيلا لإحدي اللجان، فأنت قادر على قيادة اللجنة، عندما يغيب رئيسها، وقادر على القيام بمهامه في غيابه، وقادر على أن تقدم من الآراء ما يفوق الأعضاء!
أما أن تكون رئيسا لإحدي اللجان فأنت وزير في الظل.. قادر دون شك على محاسبة الوزير المختص ومحاكمته إذا لزم الأمر.. أنت نائب الشعب والمفوض بالرقابة على الأداء الحكومي كله، وعلي أداء المهام والأعمال التي تختص بها اللجنة التي تترأسها مباشرة!.
ما قدمه النائب "هشام عبد الواحد" رئيس لجنة النقل بمجلس النواب عكس ما سبق، روي السيرة الذاتية لوزير النقل الوهمي الذي تداولت صحف ومواقع مصرية مرموقة سيرته الأيام الماضية، وكنا نأمل أن تتسرع صحف ومواقع في نشر الخبر وتضطر للاعتذار بعد ساعات، أما رئيس لجنة النقل فكنا نأمل أن يكون عليما بأشهر -أشهر- خبراء النقل العالميين، وعليما بكل -كل- خبراء النقل المصريين إن لم يكن والعرب أيضا! فمن يعرفهم ويعرف خبراتهم إن لم يعرفهم ويعرف خبراتهم ؟!!
رئيس لجنة النقل الذي نعرفه -أو نريده- يعرف خبراء النقل ودراسات النقل وحلول مشاكله، وكليات الهندسة التي تدرس ما يخص النقل، واهم رسائل الدكتوراه بها، ويعرف أهم شركات إنتاج وسائل النقل وبلادها وتصديرها وحجم أعمالها، وأحدث أنواع وسائل النقل كله، وليس قطارات وجرارات السكك الحديد فقط !
لم يتوقف خطأ النائب "هشام عبد الواحد" عند ذلك بل أصر أن السكك الحديدية لم تتطور منذ سبعين عاما!، وهذا الكلام يخالف تصريحات المهندس "هشام عرفات" نفسه الذي قال في حوار للأخبار في 11 سبتمر 2018 : إن آخر تطوير للسكك الحديدية تم منذ "حرب اليمن" أي أواسط الستينيات..
ولكنه يقول للوطن بتاريخ 13 يوليو 2018 إنها لم تتطور منذ عام 1960، ويقول في تصريح آخر انها لم تتطور منذ نصف قرن أي أواخر الستينيات، والمعني قريب يدور حول الفترة نفسها، وربما تفاوت التواريخ يقصد به التطوير الشامل والجزئي.. بينما الدكتور جلال السعيد وزير النقل الأسبق يقول في 18 أكتوبر 2016 لليوم السابع إنها لم تتطور "منذ 35 عاما" أي منذ عام 1981!
الأكثر خطورة في كلام رئيس لجنة النقل -الذي يبدو أنه لا يعرف متي تأسست شركة سيماف العملاقة للسكك الحديدية- قوله "إن المرفق لم يتطور منذ سبعين عاما" ويصفها بأنها "سبعين سنة فساد وإهمال "!!! أي منذ ثورة يوليو! أي ببساطة منذ تولي أبناء القوات المسلحة المسئولية في البلاد !!
أي أيضا -ودون أن ينتبه سيادته- الكلام نفسه الذي تقوله قنوات الشر من تركيا وقطر في سعيهم الدائم للنيل من الجيش العظيم!..
السؤال: كيف نثق في أداء لجنة لا يعرف رئيسها مهامها بالشكل الأمثل، وبالشكل الذي يجعل المصريين مطمئنين بأن أرواحهم في أيدٍ مؤتمنة وتحت رقابة مؤتمنة من ممثلي الشعب أيضا ؟!!
مع احترامنا الكامل لكم سيادة النائب.. لكن ترك اللجنة واجب.. الاستقالة منها واجبة!