رئيس التحرير
عصام كامل

إغلاق القنصلية الأمريكية بفلسطين.. عداء أمريكي بلون صفقة القرن

القنصلية الأمريكية
القنصلية الأمريكية بفلسطين

ضاعفت الولايات المتحدة الأمريكية من عدائها للفلسطينيين باتخاذها أمس الإثنين، قرارا بإغلاق القنصلية الأمريكية في فلسطين، تمهيدًا لدمجها مع السفارة الأمريكية في القدس، بعد نقلها من تل أبيب استكمالًا لمخططات الرئيس الأمريكي للنيل من فلسطين، بعد أن أعلن أن القدس عاصمة للاحتلال.


تمرير صفقة القرن
الخطوة ليست مجرد قرار عادي كما ادعت كل من واشنطن وتل أبيب، بقولهما إنه قرار روتيني يهدف إلى عدم التشتت في اتخاذ القرار بين القنصلية والسفارة، والاكتفاء بتخصيص وحدة خاصة لخدمة شئون الفلسطينيين داخل السفارة، إنما خطوة تسبق "صفقة القرن"، التي من المقرر إعلانها بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرر لها في أبريل المقبل، وهى خطة السلام الأمريكية المزعومة، التي سبقتها العديد من الخطوات كان آخرها قرار غلق القنصلية، وذلك حتى يتحقق حلم إسرائيل بدعم أمريكي على القضاء على فلسطين.

منع حل الدولتين
القرار هو بمثابة خطوة مؤسفة جديدة نحو تدمير مبدأ حل الدولتين الذي يدعمه المجتمع الدولي، فبعد أن عملت القنصلية الأمريكية لمدة 175 عامًا يأتي القرار في الوقت الراهن لينزع أي تمثيل للفلسطينيين في المدينة، كما أنه بمثابة عدوان على الشعب الفلسطيني والقانون الدولي والشرعية الدولية.

عدم الاعتراف بفلسطين

أمريكا تريد أن تبلغ العالم قبل إعلان صفقة القرن أن فلسطين ليست دولة، لأن الدول فقط هي التي يكون لها تمثيل دبلوماسي، وهذا شبه إعلان رسمي أمريكي بعدم الاعتراف بفلسطين، فضلًا عن أن الخطوة تظهر الانحياز الأمريكي الواضح للسياسة الإسرائيلية، وتتنكر للحق الفلسطيني.

الانحياز الأمريكي لصالح إسرائيل يكشف عنه حتى الإعلام الإسرائيلي، الذي يؤكد أن واشنطن تمنع كذلك دخول نشطاء السلام الفلسطينيين واشنطن وتمنع منحهم التاشيرة، في المقابل منح جنود الاحتلال تسهيلات لدخول الولايات المتحدة الأمريكية.

في الوقت نفسه تحذر الدوائر الإسرائيلية من تصعيد لا مفر منه، مؤكدة بحسب الإعلام الإسرائيلي أنه بينما ينصب الاهتمام الإسرائيلي على الانتخابات البرلمانية الوشيكة، يكشف الجانب الفلسطيني عن وضع حرج ونادر نسبيًا، موزع على أربعة محاور هي: قطاع غزة، الضفة الغربية، القدس الشرقية والسجون الأمنية في إسرائيل، موضحة أنه في حين يمكن اعتبار كل محور من هذه المحاور الاربعة قابلا لإحداث انفجار لأسباب مختلفة، إلا أن التصعيد على محور بمفرده يكفي لإشعال بقية المحاور فورا، وقد تؤدي قرارات إسرائيلية مصحوبة بمبادرات فلسطينية إلى تدهور محتمل.

وينضم القرار الأمريكي بخفض التمثيل الدبلوماسي، إلى أزمة مبنى "باب الرحمة" في محيط الحرم القدسي بعد أن فتحه المسلمون بدعم من قبل مسئولي الأوقاف، وهى المسألة التي قوبل برفض إسرائيلي، والآن بقي الباب مفتوحًا وتقام فيه الصلوات كل يوم، رغم أنف إسرائيل.

وكانت القنصلية تأسست في عام 1844 وبدأت تمارس مهامها منذ ذلك الحين، واصلت بحكم الأمر الواقع مهام السفارة لدى السلطة الوطنية الفلسطينية بعد التوقيع على اتفاقات أوسلو بعد عام 1993، لكن الآن يجري استبدالها بوحدة تسيير خدمات الفلسطينيين ضمن السفارة.
الجريدة الرسمية