المحرّض المهرّج.. وفوضى الشائعات
لا أحد يحب وطنه يمكن أن يدعم أي حديث من شأنه إثارة الاضطراب السياسي في مصر، فقد عانى هذا الوطن من الفوضى لسنوات عدة، وكاد يتحول إلى بؤرة مرعبة للحرب الأهلية، يسقط فيها الأمن ويتحول الأمان إلى مجرد تمنى من رابع المستحيلات.
لهذا فإن دعوة المحرّض المهرّج "معتز مطر" القابع في تركيا للفوضى ليست سوى محاولة جديدة فاشلة لإثارة القلاقل في بلادنا، تنفيذا لأجندة المخابرات التركية والمخابرات القطرية في استهداف مصر وبث الشائعات باستخدام القنوات الممولة من هاتين الدولتين ووسائل السوشيال ميديا.
"مطر" هو بطل من ورق، أشبه براقصة استربتيز رخيصة يحرّض بعض الشباب المغرر بهم هنا في مصر لإشعال البلاد، بينما يعيش هو في فنادق إسطنبول الفاخرة، ولمن لا يعرف فإن "مطر" يملك تاريخا من التحولات واللعب على كل الحبال، فقد كان ضد الإخوان ثم أصبح معهم، وكان يدعو للحفاظ على الجيش والشرطة ثم صار يدعو للعنف واستخدام السلاح ضد قوات الأمن، وبالتالي فإن أحاديثه عن مصر مجرد أكاذيب يبيعها ويقبض الثمن آلاف الدولارات شهريا.
وكما يطلق المذكور أعلاه حرب شائعات ضد مصر، نجد أن البعض هنا يسقط في الفخ ذاته، فقد تفاجأ الوسط الإعلامي كله ببث عديد من الصحف والمواقع والقنوات الفضائية لخبر مفبرك عن تولي شخص يدعى "محمد وجيه عبدالعزيز" (متوفى منذ 11 سنة) لحقيبة وزارة النقل خلفا للوزير المستقيل "هشام عرفات"..
والحقيقة أنه رغم "السقوط الكبير" لهذه الصحف، والذي يستلزم بالضرورة فتح تحقيقات داخلية في هذه الفضيحة فإنه بالتوازي يجب أن يحاسب مصدر الشائعة وهو "خالد وجيه"، الذي بث هذه المزحة الثقيلة والتغريدة الكاذبة، فإذا كانت حرية التعبير متاحة ومصانة بنص الدستور فإن الدولة في المقابل مطالبة بمكافحة الشائعات التي تثير الأزمات في المجتمع.
وأستغرب لماذا تجاهل مجلس الوزراء ممثلا في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار هذه الشائعة، ولم يسارع بإصدار بيان بنفيها طيلة يوم أمس، ولم يصدر أي تعليق عن الحكومة سوى ليلا عندما تحدث "هاني يونس"، المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء، في مداخلة هاتفية لبرنامج "مساء دي إم سي"، المذاع على قناة "دي إم سي" مطالبا وسائل الإعلام بالتأكد من صحة المعلومات من مصادرها قبل نشر أي شيء.
صحيح أن هذه المواقع والصحف والقنوات الفضائية ارتكبت خطيئة تحولت إلى فضيحة كبرى بالفعل، غير أن الحكومة صمتت فيما أشاد كثير من المتابعين بمرّوج الشائعة وكأنه حقق نصرا كبيرا، مع أنه بث شائعة رخيصة.. ولكل هذا نقول إن الجميع يجب أن يكون مع الوطن واستقراره ضد دعاة الفوضى والتخريب وهواة هدم الدولة بالشائعات.