الحبس أو المجهول.. مستقبل نتنياهو في عيون الإسرائيليين
في وقت يتأهب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للوصول إلى ولاية خامسة له في الحكم، تأتي الاتهامات الموجهة ضد بتأييد من المستشار القضائي لحكومة الاحتلال، أفيخاي ميندلبنت، بما لا تشتهي سفن نتنياهو.
وكشفت إفادات ميندلبنت أن نتنياهو متورط في اتهامات تتعلق بالاحتيال وخيانة الأمن وتلقي رشاوي، وبين رغبة نتنياهو في البقاء بالحكم والتهم الموجهة ضده يبقى مستقبله مجهولًا تحدده عدة عوامل داخل إسرائيل.
مواجهة الخصوم
العامل الأبرز أمام نتنياهو هو كيفية النجاح في مواجهة خصمه السياسي الجنرال ورئيس الأركان السابق، بيني جانتس، والذي تمكن من التقدم على نتنياهو في استطلاعات الرأى.
وأوضح استطلاع جديد نشرته القناة 12 العبرية، تقدم تحالف "أزرق-أبيض"، بزعامة بيني جانتس ويائير لبيد على تكتل حزب الليكود بزعامة نتنياهو، بفارق 8 مقاعد، وهذا الاستطلاع هو الثالث بعد إعلان المستشار القضائي للحكومة، افيخاي مندلبليت، الخميس الماضي توجيه لائحة اتهام لنتنياهو في 3 قضايا فساد.
وبيّن الاستطلاع الذي نفذه مركز "بانيل بوليتيكس" لصالح القناة 12، أن تحالف "أزرق-أبيض" قد يفوز بـ38 مقعدا مقابل 30 مقعدا لحزب الليكود من بين 120 مقعدا في الكنيست.
مستقبل مجهول
ومن النتائج المفاجئة حسب القناة 12 العبرية، عدم تمكن كل من حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة وزير الجيش السابق افيجدور ليبرمان، وتطابق توزيع الكتل في الكنيست في الاستطلاع الجديد مع استطلاعين آخرين أعلنت نتائجهما، الجمعة، للقناة الثالثة عشرة، وهيئة البث، بتقدم كتلة اليسار-وسط مع الأحزاب العربية بـ61 مقعدا مقابل 59 مقعدا لصالح كتلة اليمين التي يقودها نتنياهو.
حكومة نتنياهو في السنوات الأخيرة عكفت على تنفيذ أجندة اليمين المتطرف في المجتمع والدولة والمناطق المحتلة في ظروف تراجع عربي، واتبعت سياسة عدوانية تجاه الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة وفي داخل الخط الأخضر، وسنت القوانين العنصرية والتوسعية والمعادية للديمقراطية وللمساواة، من أجل كسب أصوات اليمين ولكن لم يشفع له ومستقبله يتجه نحو الهاوية بل مستقبله بات مجهول، في حين أن هناك توقعات أن يستغل خصومه السياسيين تهم الفساد ضده ولن يكتفوا فقط بإزاحته عن المشهد السياسي بل محاكمته أيضًا كما فعل هو من قبل من سابقه إيهود أولمرت حين استغل أزمة الفساد ضده خلال فترة حكومته وطالب بمحاكمته بل كان من أشد المنادين لمحاكمته وبالفعل حوكم ودخل السجن.
معركة قذرة
وقالت صحيفة "هاآرتس" العبرية إنه كلما ثقلت التهم على نتنياهو كلما زادت تحديات المشهد السياسي مع حزب جديد مثل حزب جانتس، ومع احتمال أن يتحدث خصومه داخل حزب الليكود ضده علانية، سوف نرى تراجع صفة رجل الدولة وبروز صفة السياسي المحلي الذي يخوض معركة قذرة من أجل البقاء.
ويستغل نتنياهو صورة مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في الدعاية الانتخابية لإظهار كيف ساعدت علاقته الوثيقة مع البيت الأبيض في التعامل بحزم مع إيران والفلسطينيين، بالإضافة إلى الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.
دعوات التنحي
وهناك دعوات ضد لـ"نتنياهو" للتنحي، إذ خرج 300 متظاهر من الصهيونية الدينية، للمشاركة في مظاهرة خارج مقر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في القدس، ضد التحالف بين البيت اليهودي وحزب القوة اليهودية، وهتف المتظاهرون: "الفاشية لن تمر"، ولوحوا بلافتات كتب عليها: "يهودية - لا عنصرية"، "لا لأصدقاء نتنياهو المحتقرين" و"لا نضع العنصرية في صندوق الاقتراع"، وجرت المظاهرة التي نظمها منتدى "بطاقة ضوء" و"حركة ميماد" و"قوة للسلام"، تحمل عنوان "صوت يهودي ضد الكهانية"، وبالتوازي مع هذه المظاهرة، حاول أنصار الخطوة تنظيم مظاهرة مضادة – لكنه وصل شخص واحد للمشاركة فيها.
واللافت كان كلام أحد المتحدثين في المظاهرة، هو الوزير السابق الحاخام ميخائيل ملكيؤور، الذي قال إن الحزبين يأخذان أشد القيم الدنسة في العالم، الفاشية والنظرية العرقية، ويريدان وصم اليهودية معهم، لكن ليس هذا هو أسوأ ما يفعلانه، لأنهم كانوا يفعلون ذلك دائمًا.
تدخل المحكمة العليا
ويرى المراقبون أنه إذا أُعيد انتخابه ثم أُدين بتلك الاتهامات ورفض الاستقالة، فإن المحكمة العليا ستتدخل على الأرجح للفصل في وضعه.