حمامات محافظ القاهرة!
بالأمس أعلن اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة بشرى سارة لجميع المصريين الذين يسيرون في شوارع القاهرة وتضطرهم الظروف البحث عن حمام لقضاء حاجتهم، ولا يجدون أي مأوى، إن هذه المعاناة انتهت إلى الأبد، وإنه أصبح من حق كل مواطن قضاء حاجته في حمام حكومى حاصل على ترخيص الحى، وأن مرحلة قضاء الحاجة تحت الكبارى وفى الطرق العامة بجوار السيارات لا يليق بسكان القاهرة.
وأن التصميمات الجديدة للحمامات العمومية ليست مجرد حمام بل تتجاوز هذا بكثير، حيث إن كل حمام سيتم تزويده بشاشة تليفزيونية لمتابعة كأس الأمم الأفريقية التي تقام في مصر خلال شهر يونيو المقبل، ومتابعة ما يحلو لرواد الحمامات العمومية، وأن الحمام أصبح حقا من حقوق المواطن.
محافظ القاهرة تعامل مع وجود حمامات عمومية نظيفة في أحياء القاهرة على أنه انتصار كبير، وأنه حدث استثنائى يجب أن يتوقف التاريخ عنده، مع أن هذا الأمر موجود في كل دول العالم حتى دول العالم الثالث، ولا توجد دولة تترك مواطنيها يقضون حاجتهم في الشوارع وتحت الكبارى جهارا نهارا كما نفعل نحن، حتى أصبح الأمر مسار تندر وسخرية الكثير من الأجانب وكل من يزور القاهرة.
إنشاء الحمامات عمومية محترمة في الميادين ليس هدفه المواطن المصرى بالأساس، فالحكومة ترى أن هذا المواطن يتعامل ولا يحتاج لهذه الرفاهية، ولكن هدفه بطولة كأس الأمم المقبلة، فإحدى نقاط الضعف في الكثير من الملفات التي تقدمت بها مصر لاستضافة البطولات الرياضية كان الزحام وعدم توافر حمامات عمومية في الشوارع والميادين تلبى احتياجات الجماهير، ولهذا خرجت مصر من المنافسة على تنظيم هذه البطولات.
وجود حمامات عمومية تليق بالمواطن المصرى في الميادين أمر ضرورى، وليست نوعا من الرفاهية والدلع، وليست عنوانا لنقلة اقتصادية كبرى كما يروج البعض، بل هي أمر طبيعى في أي بلد تحترم مواطنيها، ويجب أن تستمر هذه الحمامات ولا يتم رفعها من أماكنها بعد انتهاء البطولة.