رئيس التحرير
عصام كامل

نور الشربيني.. عندما يكون للنجاح إرادة

نور الشربيني
نور الشربيني

"مثل الشمس.. لا ينطفئ لها نورا مهما بلغ الليل طولا".. لاعبة من طراز خاص لا يعرف اليأس طريقا لإرادتها أو قلبها، اعتادت على تحقيق المستحيل وبات الإنجاز رفيقا لها في رحلتها داخل ملاعب الإسكواش.. نور الشربيني لاعبة المنتخب الوطني ونادي سبورتنج، والملقبة بـ"المرأة الحديدية"، نجحت مؤخرا في كتابة سطور جديد في سجل الشرف لها، وذلك بعد أن توجب بلقب بطولة العالم التي أقيمت مؤخرا في مدينة شيكاغو الأمريكية.


حقيقة الأمر أن ما وصلت إليه نور الشربيني لا ينسب لها وحدها، بل يؤول جزء كبيرا منه إلى أسرتها وخاصة والدها، وكثيرا ما أكدت اللاعبة أنه السبب فيما وصلت إليه من نجاح، وأنه كان دائما ما يطالبها ببذل المزيد من الجهد، وأيضا شقيقها الذي أخذ على عاتقه مساعدتها في ملف تعاملها مع وسائل الإعلام، ليمنحها فرصة أكبر من التركيز داخل الملاعب الزجاجية.

ولدت “نور” بمحافظة الإسكندرية يوم 1 نوفمبر عام 1995، ومارست لعبة الإسكواش ولم يتجاوز عمرها الـ6 سنوات، وحصلت وقتها على لقب أصغر لاعبة إسكواش محترفة، خسرت أول بطولة محلية لها، وكان عمرها حينها 7 سنوات، وبعد مرور عام واحد، حصلت على لقب بطولة الجيزة.

حصدت “نور” لقب أصغر لاعبة في العالم، وذلك بعد أن توجت بلقب بطولة العالم للناشئين التي أقيمت بالهند عام 2009، وبدأ اسمها في الانتشار سريعًا بين عمالقة الإسكواش عالميًا، خاصة أنها فازت أيضًا ببطولة إنجلترا عدة مرات تحت 13 سنة، وتحت 15 سنة، وتحت 19 سنة، وحصلت وقتها على لقب أفضل لاعبة شابة.

وفى عام 2012، أصبحت “نور” ابنة الـ17 عامًا أول وأصغر لاعبة مصرية على المستوى العالمى، تصل إلى نهائى بطولة بريطانيا المفتوحة، وأصبحت أصغر لاعبة في التاريخ تحصل على مركز ضمن أول 10 مراكز في التصنيف العالمى للعبة الإسكواش، وذلك بعد الفوز بلقب بطولة العالم للشباب في نفس العام.

وفى نهاية عام 2014، حلت اللاعبة في المركز الرابع عالميا، بعد أن شاركت في بطولة العالم للفرق التي نظمتها كندا، وحصلت على المركز الثالث، لتبدأ رحلتها نحو صدارة تصنيف الاتحاد الدولى للعبة، وكان الجميع يترقب مستقبل هذه اللاعبة نظرًا لما حققته من نجاحات رغم صغر سنها.

وعندما وصلت لسن الـ20 في عام 2016 تُوِّجَت بلقب المصنفة الأولى عالميًا بعدما حققت إنجازًا كبيرًا في بطولة العالم للسيدات التي أقيمت في كوالالمبور بماليزيا بعد فوزها على الإنجليزية “لورا ماسارو” 3-2 في المباراة النهائية، لتتوج حينها ملكة مصرية على عرش الإسكواش العالمي، ويبدأ الاهتمام بها محليًا وعالميًا.

اختتمت نور الشربينى عام 2017 بخسارتها للقب بطولة العالم التي أقيمت بإنجلترا، وبعد أن خسرت في المباراة النهائية أمام زميلتها بالمنتخب “رنيم الوليلي”، ولكنها أكدت أن الخسارة لن تؤثر في طموحها.

وعادت اللاعبة مجددا، خلال عام 2018 لحصد البطولات، ونجحت في التتويج بلقب بطولة إنجلترا المفتوحة، وذلك بعد أن حققت الفوز على زميلتها بالمنتخب رنيم الوليلي في المباراة النهائية بنتيجة (3-0).

ومؤخرا نجحت رنيم الوليلي في خطف صدارة الترتيب العالمي للعبة من نور الشربيني، لتتراجع الأخيرة للمركز الثاني، ولكن ذلك لم ينال من عزيمة "المرأة الحديدية"، وبذلت مجهود أكثر من الطبيعي من أجل العودة لمنصات التتويج من جديد، وهو ما حدث بالفعل بتحقيق لقب بطولة العالم للمرة الثالثة في تاريخها.
الجريدة الرسمية