إيطاليا ووكسة أردوغان!
قبل أن يغادر "باولو سافونا" وزير الدولة الإيطالي للشئون الأوروبية موقعه قبل فترة قليلة أشرف على تقرير عن العلاقات الإيطالية التركية، أو للدقة عما تم تفسيره أنه عن "توسيع الاتحاد الأوروبي".. التقرير تحدث عن "الانفتاح على تركيا".. ثم حدث وترك "سافونا" موقعه مستقيلا منه.. بعدها تم تفسير التقرير الذي تسلمه البرلمان الإيطالي على أنه "ترحيب إيطالي بوجود تركيا في الاتحاد الأوروبي"!
قبل يومين ومع انتشار التفسير السابق للتقرير المذكور اضطر "جوليلمو بيكي" وكيل وزارة الشئون الخارجية بالحكومة الإيطالية إلى الحديث بنفسه في تغريدة له على "تويتر" يعبر من خلالها دائما عن سياسة إيطاليا الخارجية، موضحا الأمر وقال وفقا لما نشرته وكالة "آكي" الإيطالية أول أمس الخميس للأنباء، أن التقرير تم تفسيره بشكل خاطئ، وأن هدف التقرير هو أننا " نؤكد أن إيطاليا منفتحة على الحوار بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، لتحسين العلاقات، وتقوية الروابط بين المؤسسات، لكنها ضد دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي"!
عليك عزيزي القارئ أن تعرف أن "بيكي" ينتمي في إيطاليا إلى حزب "الرابطة" أحد أكبر الأحزاب الأوروبية، رغم أنه حديث التأسيس نسبيا، وهو الثاني في عدد نواب البرلمان الأوروبي بعد حزب المستشارة الألمانية "ميركل"، وهو ينتمي لليمين المتطرف!
لكن حتى تتضح الصورة أكثر نسأل من هو رئيس حزب الرابطة؟
هو "ماتيو سالفيني" وزير الداخلية الإيطالي، صاحب التشدد الدائم ضد تركيا، وصاحب عبارة أن تركيا "أسيوية الثقافة"، وأيضا: "تركيا تحتل على مدى 44 عاما الماضية دولة عضو في الاتحاد الأوروبي"، يقصد قبرص التي احتلت تركيا جزء من أراضيها وأعلنته قبرص التركية، ولم يعترف أحد بها من دول العالم إلا تركيا!
بقي عزيزي القارئ أن نذكرك بما تتذكره، وهو أن أوروبا هذه التي تعامل أردوغان هذه المعاملة التي لا تخلو من الاحتقار، كانت بكاملها تقريبا وبشحمها ولحمها.. رؤساء ورؤساء حكومات -منقولة جوا- موجودة على أرض مصر!!