رئيس التحرير
عصام كامل

طبيب الغلابة بالمنيا ضحية حادث محطة مصر.. أهل «أحمد حمدي» شاهدوا لحظة وفاته بالفيديو.. توصلوا إلى جثمانه بالـ DNA.. وزوجته أول الباحثين عنه (فيديو وصور)

فيتو

"محدش يعرف أحمد فين.. حد شاف الدكتور أحمد في حادث محطة مصر.. أحمد تليفونه مغلق وكان في المحطة" تلك هي النداءات التي أطلقها أقارب وأصدقاء الدكتور أحمد حمدي محمود، على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك - تويتر"، هنا بدأت رحلة البحث عن الدكتور "أحمد" بين مستشفيات مصر التي تم نقل مصابي حادث محطة مصر إليها، وبعد ساعات طويلة تم التوصل إليه من خلال تحليل البصمة الوراثية DNA، وأصبح "أحمد"، المعروف بين أهل منطقته بـ "طبيب الغلابة" من ضمن ضحايا حادث محطة مصر.


انتدابه لمستشفى الدمرداش

"أبو هلال"، ذلك الحي الشعبي الذي يقطن به الدكتور أحمد حمدي محمود، الشاب الثلاثينى، الحاصل على بكالوريوس الطب من جامعة المنيا، والذي بدأ مسيرته العملية داخل أروقة مستشفى المنيا العام، بعد ما تم انتدابه كـ "طبيب رعاية تخدير" لمدة عام، ألزمته الحصول على درجة الزمالة، الانتداب إلى مستشفى الدمرداش، ليكمل مرحلة التدريب العملي بمحافظة القاهرة، أكرمه الله تعالى فتزوج من الدكتورة أسماء جويدي، وأنجب منها ابنته الوحيدة صاحبة العامين.

الدكتور أحمد محمود صادق، أمين عام نقابة الأطباء بالمنيا، أحد الأصدقاء المقربين لـ الدكتور أحمد قال: "أحمد كان بالنسبة لي ليس صديق مهنة ، وإنما كان بمثابة أخ صادق محترم طيب القلب عظيم الخلق، قرر من خلال عمله مساعدة البسطاء وغير القادرين من أهل المنطقة التي كان يقطن بها، كان محبًا لأصدقائه، فترة معرفتي به كانت خير شاهد على محبة الناس له ومدى الخدمات الذي قدمها لهم في العلن والخفي".

رحلة البحث عن الطبيب

وأضاف: يوم الحادث كنت على علم بأن أحمد سافر إلى القاهرة في ذلك التوقيت، كان لدى شكوك وليس تأكد، من أن يكون أحمد تواجد في وقت الانفجار، التزمت الصمت حتى لا أثير أي قلق لأسرته، وفي تمام الساعة الخامسة عصرًا علمنا من زوجته بأن الدكتور أحمد مختفٍ منذ الساعة التاسعة صباحًا، وحاولت الاتصال به لكن هاتفه كان في ذلك التوقيت غير متاح، بدأنا نتواصل مع بعض الزملاء في محافظة الجيزة وبعض الأطباء في مستشفى الدمرداش، وبعض الزملاء في النقابات الأخرى، ووصل نجل عمومته الذي يعمل مدير معهد أورام بمحافظة قنا إلى القاهرة، وبدأ يشارك في رحلة البحث عن أحمد، الجميع كان يبحث عنه، واتصلنا بالمتحدث الإعلامي لوزارة النقل، ولم يكن لديه معلومة عن أسماء الضحايا، كما تواصلنا مع المتحدث الإعلامي لوزارة الصحة، ولكن باءت جميع محاولتنا بالفشل، وبعد معاناة طويلة وصلنا لكشوف المصابين والمتوفين، ولكن اسم أحمد ليس من ضمنهم.

التعرف على الجثة

وتابع خلال حديثه لـ"فيتو": "في تمام الساعة الواحدة صباحًا لليوم التالي للحادث، اقتنعت أن أحمد من ضمن الـ15 ضحية المتفحمين، وفى هذا التوقيت أحد الأصدقاء أرسل لي فيديو، وأشار إلى أن الشخص الذي يظهر في الفيديو هو الطبيب "أحمد"، اقتنعت بالفعل بالفيديو، وقمت بإرساله إلى نجل عمومته تعرف عليه ثم تعرفت عليه زوجته، وظهر في الفيديو يحمل شنطة "بيج" خلف ظهره ما بين الثانية 2 إلى الثانية 4، ووقع الانفجار، من هنا بدأ أهل أحمد التوجه إلى مشرحة زينهم للتعرف على الجثة، وفور وصولهم هناك قام والده بإجراء تحليل البصمة الوراثية DNA، وتوصلوا لجثة أحمد.

 النتيجة ظهرت أمس الخميس الساعة 4 عصرًا، وتم استلام جثمان الدكتور أحمد الساعة 10 مساء، والتحرك من القاهرة في تمام الساعة الثانية عشر، ووصل الجثمان إلى المنيا الساعة 4 فجر اليوم، وعقب صلاة فجر اليوم الجمعة تم تشييع جثمان الطبيب أحمد حمدي محمود، بمسجد الرحمن بمدينة المنيا، بحضور أقاربه وزملائه ومحبيه من الحي، ثم تم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة شرق النيل.
الجريدة الرسمية