«القديم مفيش أحسن منه».. عم أمير و30 سنة في حب «الأنتيكات» على رصيف الإسكندرية
في العاشرة صباحا من كل يوم يستيقظ الرجل الخمسيني، تاركًا بيته القريب من منطقة محطة مصر، حاملًا متعلقاته من الأنتيكات والعملات القديمة والتحف، التي تحمل أصالة التاريخ القديم، تلك الأشياء مصدر رزقه في الحياة، بجانب مهنته كميكانيكي، من أجل البحث عن لقمة العيش والرزق، والإنفاق على أسرته وأبنائه.
يذهب أمير نبيل محمد، صاحب الـ54 عامًا، أو كما يلقبه زبائنه، بـ«عم أمير»، إلى زاويته المفضلة، على أحد الأرصفة بميدان محطة مصر، بالتحديد أمام سنترال المحطة، بجوار العشرات من الباعة الجائلين، ليعرض سلعه من الأنتيكات والعملات الورقية القديمة، وهو يقضي فترات النهار وأجزاء من الليل، بالمنطقة لبيع تلك الأنتيكات والعملات.
وبمجرد أن يصل إلى مكانه المخصّص، يفترش بضاعته على الرصيف، والتي منها عملات قديمة، طوابع تذكارية، أقلام حبر قديمة، ماكينات للكاميرات القديمة، دائما تجده حريصًا على استقبال زبائنه بالابتسامة والوجه الضاحك والمداعبات بينهم، قائلًا: «الرزق على الله والأنتيكات للى يفهمها»، مؤكدا أنه لجأ لبيع التحف والأنتيكات منذ 30 عاما، بميدان محطة مصر، كهواية بجانب عمله ميكانيكي، من أجل تحقيق مصدر دخل للأسرة والأبناء، وتلبية احتياجاتهم اليومية، وتحمل الأعباء والضغوط الاجتماعية في الحياة.
ولم تقتصر معروضات عم أمير على الأنتيكات والعملات القديمة والتحف القديمة، ولكنها ضمت صورًا للملك فاروق، ومجموعة بجانب العملات القديمة الفضية والورقية، والراديو العتيق، وبعض الأدوات المنزلية، التي تعود إلى عصور قديمة لها تاريخ عريق، لافتا إلى أنه يعشق كل ما هو قديم، ويبحث عن جمع هذه الأنتيكات من الأسواق الشعبية، ومن الأهالي، مشيرًا إلى أن زبائنه ليسوا فقط من أبناء الإسكندرية، ولكنهم يأتون إليه خصيصًا من بعض المحافظات.
وتابع: إن أكثر المعروضات التي تشهدًا إقبالًا على شرائها، العملات الورقية والمعدنية والكاميرات، خصوصًا من فئة الشباب؛ لحرصهم على التعرف على تراث الأجداد أو تقديمها كهدايا تذكارية، بالإضافة إلى حرص بعض الطبقات الراقية على شراء مثل هذه المقتنيات، خاصة الساعات العتيقة والعملات الورقية والفضية، قائلًا: «القديم مفيش احسن منه»، بجانب حرص فئات كبار السن من السيدات والرجال، لشراء الراديو وغيره من التحف، التي تتناسب مع حدود الإمكانيات المتاحة.