رئيس التحرير
عصام كامل

الإفتاء تحسم حرب «الكيبورد».. كتائب الإخوان الإلكترونية تهاجم صفحات الدار الرسمية.. ومركز الهجوم من قطر وتركيا.. تحذيرات للمواطنين من خفافيش الظلام.. و«نجم»: نحن لهم بالمرصاد

فيتو

موقع متميز تحتله دار الإفتاء المصرية على خريطة المؤسسات الدينية التي تستخدم وسائل «سوشيال ميديا» لنشر رسالتها، وهو ما يأتي في إطار سعيها لمواكبة تطورات العصر الحديث، ومن أجل مساعدتها في تقديم صحيح الدين للجمهور بأحدث الوسائل.


حرب شرسة
وخلال الأيام الماضية خاضت دار الإفتاء حربا شرسة على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، ضد الكتائب الإلكترونية لجماعة الإخوان، وذلك بعدما فضحت الدار أفكار الجماعة، من خلال نشرها العديد من المنشورات عبر صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي ركزت في الأساس على فضح الأفكار المتطرفة التي تعمل الجماعة على ترويجها من أجل زعزعة الاستقرار في الشأن الداخلى.

إعدام قتلة هشام بركات

هجوم كتائب الجماعة الإرهابية بدأ عقب تنفيذ السلطات المختصة لحكم الإعدام للمتهمين في قضية اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، التي استغلها أنصار الجماعة من أجل مهاجمة السلطات المختصة، عبر التشكيك في أحكام القضاء المصري، غير أن دار الإفتاء سارعت بالرد تلك الادعاءات، وعملت على توضيح حقائق الأمور للجمهور، حينها بدأ الهجوم من الكتائب الإلكترونية التابعة للجماعة عبر صفحات الدار الرسمية.

وبدأت الضربة الأولى بتشيير الفيديوهات «الموشن جرافيك» التي تنتجها وحدة الرسوم المتحركة بالدار، ومهاجمة الدار من خلالها خاصة مجموعة الفيديوهات التي كانت تنبه الجمهور على الصفات والمظهر الذي يعتاد الإرهابيون ومنفذو العمليات الانتحارية الظهور به، حيث ادعت تلك اللجان الإلكترونية التابعة للإخوان أن الدار تعمل على تشويه كافة صور المسلمين من خلال إظهارها الإرهابى في زى رجل ملتحٍ، ويلبس جلبابًا، في محاولة منها لتأجيج مشاعر المصريين خاصة "السلفيين" نظرًا لاعتياد ظهورهم بهذا المظهر في أوساط المجتمع المصري، وهو ما انتبهت له الدار وساعدت في توضيح أنه ليس المقصود من الفيديوهات المعنى الذي يحاول البعض الترويج له، وإنما المقصود منه هو تنبيه المواطنين بالزى أو الهيئة التي غالبًا ما يظهر عليها أعضاء الجماعات التكفيرية، وأنهم في الغالب ما يرتدون قناع «الالتزام الديني»، بجانب عمل الدار على تنوع الصورة التي يظهر فيها العناصر التكفيرية في الفيديوهات التي نشرتها بعد ذلك.

استغلال الأحداث
وبعد احتدام الصراع بين الكتائب الإلكترونية للجماعة ودار الإفتاء، عملت الأخيرة على زيادة عدد المنشورات التي تفضح أفكار الجماعة، والأساليب التي تتبعها في استغلال بعض الأحداث التي تحدث في مصر واستغلالها لصالحها، والعمل على تأليب الرأي العام المصري، وحسب تعليقات أغلب المتابعين للدار على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن ذلك الهجوم الذي قادته الكتائب الإلكترونية لجماعة الإخوان كان نتيجة لفضح الدار الأيديولوجيات الفكرية التي تعتمدها الجماعة، بجانب تفنيدها لبعض الأفكار المغلوطة التي يعمل أفرادها على الترويج لها، والتي من شأنها الإضرار بالصالح العام المصري.

وفى هذا الإطار كان من الملاحظ أن غالبية المستخدمين لمواقع التواصل كانوا منتبهين لتلك الحملة، وأدركوا أن الكتائب الخاصة بالجماعة الإرهابية تقف وراء تلك الحملة.

قطر وتركيا
الهجوم الذي شنته الكتائب الإلكترونية للإخوان كان بطله وصاحب ضربة البداية فيه بعض العناصر التابعة للجماعة المقيمين في قطر وتركيا، وعلى رأسهم عبدالرحمن عز عضو مكتب الإرشاد السابق والمقيم حاليا في قطر، وعبدالله الشريف الذي يقيم في تركيا، حيث كان من الواضح للمتابعين أن تعليقاتهم الأولى على فيديوهات دار الدار كان يتم نسخها والتعليق بها من قبل بقية أفراد الجماعة، حيث تركزت غالبية التعليقات على مجموعة معينة من التعليقات المتكررة التي تهتم الدار بميولها نحو مناصرة النظام السياسي ودعمها له.

وحسب مراقبين فإنه من المتوقع خلال الفترة المقبلة ألا تتوقف الهجمات الإلكترونية من قبل الكتائب التابعة للجماعة الإرهابية، وفى نفس الإطار فإن مرصد دار الإفتاء بدوره لن يقف مكتوفي الأيدي أمام تلك الهجمات، وسيعمل خلال الفترة المقبلة على ضخ المزيد من البيانات والمنشورات التي تعمل على فضح أفكار جماعة الإخوان، وتحث المواطنين على ضرورة الحذر منهم وعدم الانسياق وراء الأفكار التي يحاولون الترويج لها بين وقت وآخر، خاصة مع حدوث أي أزمة داخل الوطن.

المظلومية
من جانبه أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أن «التاريخ ووقائعه يخبرنا أن الفرق المنحرفة في القديم والحديث تعتمد في وجودها واستمرارها على لبس ثوب المظلومية وإجادة صناعتها، والزعم بتعرضها للاضطهاد والمطاردة والتعذيب والقتل والعدوان، وذلك لكسب التعاطف وجذب الأتباع والتغطية على الجرائم»، مشيرًا إلى أن أكبر مثال على ذلك جماعة الإخوان الإرهابية ومنهجها، والتي أجادت فن النفاق والتلون والخداع منذ عهد مؤسسها حسن البنا الذي أجاز لجماعته المتاجرة بالأعراض والأرواح والدماء من أجل المصلحة السياسية.

وتابع: لم تتوقف هذه الجماعة الضالة وأفرادها في وقت من الأوقات عن تسويق، ونشر فكرة أنها تتعرض للظلم والاضطهاد والقتل والسجن من قبل الأنظمة والحكومات، والتي تقف ضدهم لأنهم بزعمهم الكاذب يحملون قضية الدين والدعوة والدفاع عن الإسلام، أو لأنهم معارضون ينتهجون السلمية، ولو تتبعنا التاريخ الأسود لجماعة الإخوان الإرهابية وقمنا بوزن منهجهم وأعمالهم بميزان الشرع والعقل، وابتعدنا عن العاطفة والتسرع وتفكرنا بهدوء، ولو نظرنا إلى حقيقة الإسلام التي تزعم هذه الجماعة أنها تنتسب إليه وتحمل دعوته، لتبين لنا بما لا يدع مجالًا للشك أنهم عبر مسيرتهم كانوا من أكبر المجرمين الظالمين المعتدين المتجاوزين لحدود الله، وذلك بحكم الشرع والعقل بل وبحكم الإنسانية، ولصدق عليهم قول الله عز وجل: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾، و«نحن لجماعة الإخوان الإرهابية بالمرصاد».

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية