رئيس التحرير
عصام كامل

تحليل نفسي لملتقط السلفي في الحوادث.. «فرويز»: شخصيات مضطربة تعاني من اللامبالاة والسلبية.. «عبد الله»: توقيع للحضور والشعور بالسبق.. و«الباسوسي»: هوس بالتصوير وغير مرتبط

فيتو

في ظل الفاجعة التي أصابت المصريين في حادث محطة مصر، واصطدام جرار محمل بكمية هائلة من السولار في الحاجز الخرساني الموجود نهاية رصيف رقم 6، أعقبه انفجار مهول خلف 48 ضحية من المواطنين الأبرياء بين قتيل ومصاب، وكساء كل البيوت بالسواد على ضحايا الحادث.


وبين هذا وذاك لفت الانتباه شاب يدعى "ياسر.م" يقف وسط دماء القتلى وآلام المصابين ليلتقط سيلفي، وانتشرت صورة الشاب بسرعة النار في الهشيم على مواقع سوشيال ميديا، وأثارت غضبا كبيرا واتهامات بعدم احترام لحرمة الموتى، خاصة وأن الشاب التقط السيلفي بابتسامة عرضية على وجهه، دون إحساس بجلال الحدث.


أعادت تلك الصورة الأذهان إلى صورة السيلفي لرجال الإسعاف التي التقطوها مع القطارين اللذين اصطدما ببعضهما شرق الإسكندرية في مدينة خورشيد، في أغسطس الماضي، وأثارت حالة شديدة من الغضب بين رواد التواصل الاجتماعي.


لامبالاة وسلبية
وضع خبراء علم النفس تحليلا كاملا لنفسية هؤلاء المواطنين، حيث قال "جمال فرويز" أستاذ الطب النفسي، إن هذا الأمر متعلق بقلة الثقافة، وعدم التأقلم عند البعض، كما أنه مرتبط باللامبالاة والسلبية، فإنهم شخصيات مضطربة غير سوية سيكوباتية، مؤكدا على أن الأمر غير متعلم بقسوة القلوب فقد يكون بالفعل حزين، ولكن لا يستطيع التأقلم مع الواقع والتعامل معه.

مشاعر مضطربة
ومن جانبه، أوضح أحمد عبد الله خبير علم النفس أن هذا التصرف مجرد توقيع بالحضور، لا يعني في حد ذاته شيئا، فهناك الكثير من الأشخاص الذين لديهم مشاعر مضطربة لا يستطيعون التحكم فيها في حالة وجودهم وسط حادث مثل ذلك، من الممكن أن يقفوا يبكون أو يلتقطون الصور، مشيرا إلى أن معظم المصريين لديهم إحساس وشعور بـ"السبق" للأحداث ونشر صور له من قلب الحدث، أما ما بداخله من مشاعر فذلك غير مرتبط بتصوير سيلفي.

وتابع: "المصريون دائما يحكمون بمشاعرهم على أي تصرف يشاهدونهم بشكل سطحي، وذلك في حد ذاته مزعج، فالتحليل النفسي الحقيقي لا بد أن يكون على من يقومون بعمل مثل تلك الحفلات، وليس على ملتقطي الصور".

هوس التصوير
وفي نفس السياق، أشار أحمد الباسوسي استشاري الطب النفسي أن التصوير مرتبط بهوس جماعي لدى المواطنين بالتصوير بغض النظر عن مدى استفادته من تلك الصور، وتلك هي أحد مساوئ السلبية للتكنولوجيا الحديثة، والتعامل مع السوشيال ميديا، وهذا التصرف غير مرتبط بتبلد المشاعر، فمن الممكن أن يكون هذا الشخص حزينا ولكن بداخله سلوك نفسي وفق لظاهرة جاءت بحكم العادة.
الجريدة الرسمية