هذا الزمان!
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة يا رسول الله، قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة".
ويقول الكاتب والأديب السودانى الرائع "جعفر عباس" في قصيدته المعبرة "هذا الزمان"، والتي تتوافق مع ما أخبرنا به رسولنا الكريم:
هذا الزمان زمان ليس ينصفنا نحن الرجال أولى الأخلاق والرشد.
هذا الزمان وصوت الحق منهزم أما الفساد فيدوى فيه كالرعد.
خنافس الأرض تجرى في أعنتها وسابح الخيل مربوط إلى الوتد.
وأكرم الأسد محبوس ومضطهد وأحقر الدود يسعى غير مضطهد.
وأتفه الناس يقضى في مصالحهم حكم الرويبضة المذكور في السند.
فكم شجاع أضاع الناس هيبته وكم جبان مهاب هيبة الأسد.
وكم فصيح أمات الجهل حجته وكم صفيق له الأسماع في رغد.
وكم كريم غدا في غير موضعه وكم وضيع غدا في أرفع الجدد.
مما لا شك فيه أن نظرة بسيطة على ما نعايشه الآن من وقائع وأحداث هزلية على جميع المستويات ستدلنا دلالة قاطعة أننا في قلب الأيام التي أخبرنا بها نبينا الصادق الأمين، وفى قلب الزمان الذي أشار إليه أديبنا المبدع، فالتافهون يعلون النابهين في العديد من المجالات، والشرفاء يكتوون بنيران الفاسدين في العديد من المواقع... إلخ.
لذلك يسألنى الكثير من الشباب الواعى المستنير عن الحل -من وجهة نظرى- الذي يعينهم على تجاوز هذه الصعاب الوعرة لكى يحققوا طموحاتهم وآمالهم، فأجيب على الفور بأن الطريق واضح وضوح الشمس (مداومة التعلم والجد والاجتهاد، وحسن الظن بالله الذي بيده جميع الأسباب)، لأن سنته في الكون أنه مهما طال الليل، فلا بد من بزوغ فجر جديد يحمل كل الخير بإذن الله.