رئيس التحرير
عصام كامل

«ملاك وسط النيران».. صرخات الطفلة راوية بحادث محطة مصر: «عايزة تيتة» (فيديو)

فيتو

«وسط النيران تظهر معادن الإنسان وتربيته».. كلمات تجسد حالة «راوية» الطفلة الوحيدة المصابة في حادث قطار محطة مصر، فبرغم ما بها من حروق وما يحيطها من أهوال لا يتحملها بشر، تصرخ صاحبة الـ6 سنوات «عايزة تيتة.. فين تيتة».


وكانت الطفلة تتشبث بيد جدتها لأمها وفي اليد الأخرى دميتها التي لا تفارقها والفرحة تغمرها لعودتها إلى منزل والدتها، بمحافظة الشرقية، وبدون مقدمات حدثت الفاجعة، فالمشهد تغير، والأيادي تناثرت والنيران تتصاعد من كل اتجاه والناس تهرول بجوارها لينجو بأنفسهم فلا أحد يعرف في هذا اليوم رفيقه في الرحلة الكل يقول: «نفسي نفسي»، وبين كل هذه الأهوال ترقد «راوية» على رصيف تتساءل ما حدث فعقلها الصغير لا يستوعب الأمر ولكن قلبها الكبير قادها للتفكير أول شيء في جدتها أين هي، هل أحد رآها، ولم تجد الطفلة أحد يجيبها فلكل امرئ منهم شأن يغنيه.

وسرعان ما فقدت «راوية» الوعي متأثرة بشدة الحروق التي طالتها، ولم تشعر بنفسها سوى وهي محاطة بأجهزة التنفس الصناعي داخل غرفة العناية المركزة بمعهد ناصر، وهي لا تعلم أنها لم تعثر على جدتها إلا أنها جمعت والدها مع أمها لأول مرة منذ 4 سنوات لتلم شمل أسرتها الصغيرة، بعد انفصالهما، لتعيش في حضانة أمها، فدفعت الطفلة ثمن لقائهما ثانيًا من جسدها، فعندما عاد لها والدها كانت متفحمة، والأطباء يؤكدون أن أمرها بيد الله عز وجل لأنها وقتئذ أقرب للموت من الحياة.

وكانت هيئة السكة الحديد أعلنت في بيان رسمي، انحدار جرار وردية رقم 2302 واصطدامه بالصدادات الخرسانية بنهاية الرصيف رقم 6 بمحطة مصر.

وتمكنت قوات الحماية المدنية، أمس الأربعاء، من إخماد حريق نشب نتيجة اصطدام قطار برصيف داخل محطة مصر، ما أسفر عن سقوط وفيات ومصابين.

وتلقت غرفة عمليات النجدة بلاغًا يفيد تصاعد أدخنة من محطة مصر، وعلى الفور تم الدفع بـ10 سيارات إطفاء وخبراء المفرقعات وعناصر شرطة النقل والمواصلات للوقوف على ملابسات الواقعة.

وكشف الفحص أيضًا أن حريق محطة مصر وقع نتيجة تصادم جرار قطار وعربة "باور" الخاصة بالتكييف بصدادات نهاية الرصيف، وانفجار تانك السولار بالجرار ونشوب الحريق.
الجريدة الرسمية