هيبة الدولة

هيبة الدولة شيء عظيم يضمن استقرارها وضمان أرضها وأفرادها وعندما تضيع هذه الهيبة تبدأ التفكك والانقسامات وتهديد أمنها القومى سواء من الداخل أو من الخارج ولا شك أن إهمال جزء أصيل من مصر خلال السنوات السابقة والتعامل مع أرض سيناء على أساس أمني بحت والصفقات الأمنية كان من نتائجه أننا لا نفقد الآن هيبة الدولة فقط وإنما أيضًا نفقد أرض سيناء أيضًا.

التعامل مع أهل سيناء اختلف عن التعامل مع بقية المناطق الحضرية لاختلاف الطباع والقبلية ونظرة المواطن تجاه الدولة التي في نظره لم توفر له شيئا تعينه على حياته ومنها تنمية المناطق وتوفير سبل العيش مثل باقي أرض مصر والقبض على أهل المجرمين أو المشتبه فيهم من عائلاتهم حتى يتم الضغط عليهم لتسليم أنفسهم وعدم تمليك أراضى سيناء لهم هذا من جهة.

ومن جهة أخرى نظرة الدولة للمواطن التي تنظر له على أن المقابلات والحفلات والمجاملات لشيوخ القبائل وذكر أسمائهم في وسائل الإعلام على أنهم يتعاونون مع الدولة من أجل نشر الأمن والإفراج عن الكثير من المجرمين نظير بعض التعهدات كانت هي الصفة السائدة للمقايضة بين الطرفين والتي كان من نتائجها ما حدث من اختطاف الجنود للإفراج عن المسجونين والمتهمين في القضايا دون الاعتراف بالقضاء أو أحكامه.

فالقضاء في نظرهم هو يطبق فقط على الضعيف أما القوي فالقضاء العرفي هو الأسرع و الأقوى والملزم لهم لأنهم قد ضاقوا ذرعا بضعف منظومة العدالة في الدولة وإصدار الأحكام وطول فترة التقاضي وعدم جدية تنفيذ الكثير من الأحكام وتعارض قوانين الدولة وسهولة تحويل المظلوم إلى ظالم بقدرة المحامي الذي يستغل من القانون ثغراته.

خطف الجنود شيء مرفوض وإن ترك أثرا إيجابيا سيتكرر مرات عدة لأنه سيصبح الوسيلة الوحيدة للوقوف أمام الدوله ومؤسساتها وعدم الاعتراف بالقوانين أو بالقضاء وستثير آخرين نحو تكرار ذلك من أجل تنفيذ المطالب.

فبعد أن كانت الاعتصامات و قطع الطرق الطريقة الوحيدة لتنفيذ المطالب تطور الأمر ليصبح خطف الجنود هو الوسيلة الأسرع في تنفيذ هذه المطالب.