رئيس التحرير
عصام كامل

السفير جمال بيومي لـ«فيتو»: عودة مصر لأحضان أفريقيا خطوة نحو مستقبل أفضل.. ومعظم دول القارة تعانى من عدم وجود طرق ممهدة.. إسرائيل والصين لا تسيطران على الاستثمار.. والطريق مفتوح أمام القاهرة

السفير جمال بيومي
السفير جمال بيومي

العودة لأفريقيا لم تعد مجرد أحاديث، بل خطوات تكللت برئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، ولكن الطريق لم ينته بل يعده الكثيرون قد بدأ، ولذلك كان الحديث مع السفير جمال بيومي، رئيس اتحاد المستثمرين العرب مساعد وزير الخارجية السابق، أمرًا هاما لوضع روشتة تسير عليها القاهرة الفترة المقبلة.


عودة متأخرة
وفي البداية، يقول جمال بيومي، أن عودة مصر لأفريقيا تأخرت كثيرا، لكنها عادت أخيرًا من خلال عدة صور، من بينها ترؤس مصر للاتحاد الأفريقى، وتدخلها للوساطة وحل النزاعات بين الدول الأفريقية، وكذلك قيام بعض الشركات المصرية بتنفيذ مشروعات تنموية في دول أفريقيا، ومن بين تلك المشروعات مشروع السد التنزانى الذي تنفذه مصر برعاية الرئيس السيسي.

وأضاف «بيومي» إن لديه عدة ملاحظات مهمة يجب الالتفات إليها إذا ما أردنا أن يكون لنا قدم ثابتة في أفريقيا، أولها ترتيب البيت من الداخل، بمعنى تهيئة الطرق والمواني والسكك الحديدية للوصول إلى دول أفريقيا، وجذب المواد الخام التي تزخر بها دول القارة دون أن يكون لها فائدة، كذلك يمكن تفعيل الاتفاقات البينية بين مصر وشقيقاتها من دول أفريقيا، حيث إن مصر لديها 3 اتفاقيات للتجارة الحرة من بينها اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين مصر والكوميسا، حيث ألغينا الرسوم الجمركية منذ أكتوبر لعام 2000، ويمكن من خلال هذه الاتفاقيات وغيرها تحقيق مكاسب خيالية لكل الأطراف، ويمكن لمصر أن تحقق طفرة هائلة في كافة المجالات وتعود لها القيادة والريادة في أفريقيا.

عقبات
ويوضح مساعد وزير الخارجية السابق، أن العقبات تتمثل في أن معظم دول أفريقيا من عدم وجود طرق ممهدة وآمنة، خاصة أن الغابات والأحراش بها كثيرة، كما أن الكثير من المستثمرين المصريين يجهلون طبيعة تلك الدول، وما يجب أن يقدموه من استثمارات بحسب احتياجات كل دولة، كما أن العديد من الدول الأفريقية مازالت بدائية للغاية، وبعضها يعانى أزمات سياسية واقتصادية طاحنة، ولذلك لابد للحكومة المصرية من ترتيب الأوضاع أولا، وعقد اتفاقيات لضمان أموال وحقوق المستثمرين، وتكون الاستثمارات والاتفاقيات بين حكومات الدول وبضمانات حقيقية لأموال المستثمرين.

وتابع أن دول القارة الأفريقية غنية بالمنتجات الزراعية والثروة الحيوانية، وهى سلع مصر بحاجة كبيرة إليها، ولذلك فإنها يمكن أن تبدأ بالاستثمار في المجال الزراعى والحيوانى، والاستفادة بها للحد من استيراد المحاصيل الضرورية مثل القمح والقصب والذرة التي يجب أن نحقق منها اكتفاء من أجل الأعلاف اللازمة للثروة الحيوانية، كذلك يمكن الاستفادة من دول أفريقيا في توفير الأخشاب اللازمة للصناعة، حيث تتنوع الأخشاب هناك، ويمكن جلبها لتوسيع صدارة مصر في إنتاج الأثاث الخشبى، وإعادة تصدير تلك المنتجات وتحقيق قيمة مضافة هائلة، تحقق طفرة في العملة الصعبة، وتقلل من نسبة البطالة التي تعانى منها مصر.

الاستثمار
كما يرى جمال بيومي، أن الدولة يجب أن توقع اتفاقيات، وتحصل على ضمانات قوية من حكومات تلك الدول قبل أن توجه المستثمرين المصريين لوضع استثماراتهم هناك، كما يجب أن تتعاون الحكومة المصرية والبنك المركزى المصري لإقامة فروع للبنوك في الدول الأفريقية، قبل أن يتم تدشين استثمارات هناك، حتى يتمكن رجال الأعمال من تحويل أموالهم من وإلى الدول الأفريقية، ويمكن إيجاد شراكة بين الحكومة ورجال الأعمال لتنفيذ مشروعاتهم هناك.

إسرائيل ودول الخليج
وحول دور إسرائيل في أفريقيا، يكشف جمال بيومي، أن هذا الحديث غير حقيقى تماما، كذلك ما يتردد عن وجود استثمارات صينية أو خليجية لا أساس له من الصحة، ومن الممكن أن تكون بعض المشروعات الصغيرة للغاية، والتي لا تشكل خطرا على وجود استثمارات مصرية هناك، لكن تبقى الإرادة السياسية والتحرك الحقيقى والواقعى من خلال عزيمة حقيقية، واستغلالا لوجود مصر في رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى في دعم عمليات الاستثمار في أفريقيا، وأرى أنه لدى مصر وأفريقيا والعالم العربي عناصر للتوحيد والاستثمار والتقارب، وهي اللغة الواحدة، حيث إن تعداد العرب حول العالم يبلغ 400 مليون نسبة، و1500 مليون مسلم يتحدثون اللغة العربية، وهذه قوة كبيرة ربما تؤدي إلى نتيجة اقتصادية أكبر من اليورو، من خلال وحدة اللغة، وكذلك المصير المشترك.

التواصل
وأكد جمال بيومي، أن قيادة مصر للاتحاد الأفريقى ستحقق لها ريادة، وسيكون لها صوت مسموع بين كافة دول القارة، وبالتالى يمكن استغلال ذلك، فالساحة متاحة أمام القيادة السياسية والحكومة لبناء علاقات قوية اقتصادية وسياسية مع دول القارة، وتحقيق طموحات وآمال الشعوب الأفريقية، لافتًا غلى ضرورة وجود مسئول عن الملف الأفريقى بشكل خاص يضمن لمصر ريادتها، ويحقق آمال المصريين في توفير الاكتفاء الذاتى من العديد من المنتجات، ويوفر المواد الخام للمصانع، ويحقق الأمان لمصر من خلال البعد القومى، ويحمى ظهرها من عبث العابثين والمتربصين، لكن يجب أن يكون الوزير على دراية بالملف الأفريقى عن قرب ولديه إستراتيجية لمواجهة المشكلات التي ستواجهه هناك.
الجريدة الرسمية