الكلاب الشرسة وأمن المارة
هالني ما رأيت من هجوم كلاب شرسة على طفل صغير وهو يحاول أن يفر منهم في كل اتجاه، إلا أن سرعة هذه الكلاب كانت أكبر من خطواته البريئة، فنهشوا وجهه وجسده الضعيف، ولا يمكن أن نصف الألم الذي تملكنا حين رأينا هذا المشهد.
هناك من يدافع عن حرية تربية الكلاب وخصوصا الشرس منها للحراسة، وعلى الجهة الأخرى هناك من يقول إن علينا بمنع تلك الوحوش من الحركة في الشوارع، خوفا من إيذاء أي طفل وحتى الكبار، فهناك الكثير ممن يخافون المرور بجوار أي حيوان.
الواقع أننا بعد هذه الحادثة المؤلمة التي تركت في نفسي وفي نفس آخرين قدرا من الألم، قد تتكرر لأطفال أبرياء آخرين، خاصة وأن طفلا لن ينسى هذه الكارثة وسيتذكرها طوال عمره، خاصة وأن علاج الأثر النفسى الذي خلفته تلك الواقعة في ذاكرة الطفل قد تأخذ فترة زمنية ليست بالقصيرة.
لدى هذا الطفل إصابات كثيرة وعميقة وصلت تلك الإصابات إلى وجهه البريء، لذا أرجو أن يتم وضع قانون خاص باقتناء الكلاب، على أن توضع الكمامة ويلتزم أصحابها بالتطعيمات اللازمة حتى لا نجد وحوشا مفترسة تجرى في الشوارع وتهدد أمن المارة.
أما بالنسبة للكلاب الضالة فإنه لا بد من استشارة المختصين في كيفية التخلص من تهديدها للإنسان بالطريقة التي لا تضر التوازن البيولوجي، وباتباعنا الإجراءات والطرق العلمية يمكننا أن نحمي أنفسنا وأولادنا من أي خطر.
في عام 1996 وفى أواخر شهر يناير وفى ليلة ممطرة كنت مارا بأحد الشوارع التي انقطع فيها الكهرباء بعد هطول الأمطار، وإذا بي أفاجأ بهجوم أحد الكلاب الضالة، ولم أستوعب ماذا يحدث ولا السبب ولا أدرى إلا وقد أمسكت برقبته، ولا أستطيع أن أكتب كم كان شعوري آنذاك، ومع أنه كان سنى 25 عاما، إلا أن قوته كانت كبيرة لدرجة كادت تخور قواي بعد انتفاضته المتتالية بالأيدي والأرجل، وكنت في لحظة سأترك رقبته إلا أن الله منحنى قوة إلى آخر لحظة فنجوت بفضل من الله.
في الواقع كلما مررت بجوار كلب يتملكني شعور القلق من احتمال تكرار هذا الموقف، وتتزايد ضربات القلب مستعدا لصد الهجوم، ولا أخفى على أحد أن هذه الصورة لم تفارق ذاكرتي حتى اليوم.. كان الله في عون هذا الطفل وأسرته، وأدعو الله أن يعينهم على مواجهة آثاره.