5 أسئلة عاجلة لوزير النقل عن «نزيف القضبان»
مفارقة محزنة أن يقع حادث قطار "محطة مصر" بعد عام من حادث تصادم قطاري "خط المناشي" أمام قرية أبو الخاوى بكوم حمادة في محافظة البحيرة في 28 فبراير العام الماضي، والذي أسفر عن وفاة 12 مواطنا، وإصابة 39 آخرين.
تتكرر الحوادث المروّعة، ومعها يستمر نزيف الدماء على قضبان القطارات، والأسباب معروفة، بعضها يتعلق بعدم صيانة مرفق السكك الحديد، والبعض الآخر له علاقة بالأخطاء البشرية للسائقين وعمال التحويلة وضعف المراقبة، وأخطاء فنية، وكذلك الإهمال.
وأتصور أنه لم يعد ممكنا استمرار هذا الوضع المذري في هذا المرفق العريق والحيوي، خصوصا أن مصر تعد ثاني دولة على مستوى العالم يعرف القطار طريقه إليها، وذلك في منتصف القرن الـ19 بعد إنجلترا التي ظهر فيها القطار عام 1814.
ويقول البعض في سياق دفاعهم عن المسئولين في وزارة النقل وهيئة السكك الحديد إن حوادث القطارات تحدث في العالم كله، وأننا لسنا استثناء، وأن التطوير بدأ بالفعل، غير أن هذا الكلام مردود عليه، فمصر تأتي في المرتبة الأولى بالنسبة لحوادث السكك الحديد، وفق تصنيف معهد السكة الحديد الألماني للعام 2016.
كما أكدت إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن مصر شهدت منذ عام 2015 نحو 1200 حادث قطار، وهذا بالطبع رقم كارثي ومفجع، وننفرد به عن سائر دول العالم.
وباستعراض سريع لتقرير آخر صدر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مارس 2017، نجد أن حوادث القطارات في مصر خلال آخر 14 سنة، أي في الفترة الممتدة من عامي 2003 و2017 بلغت نحو 16.174 ألف حادث، وكان عام 2017 الأكثر في عدد الحوادث بنسبة 1657 حادثًا، هذه أرقام مفزعة بالفعل وخطيرة إلى أبعد حد.
سيخرج وزير النقل ليصرح ويتحدث ويقول كلاما للاستهلاك المحلي، وبالتأكيد سيصدر قرارا بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الحادث، كما هي العادة في كل الحوادث السابقة، لكن هذه الأسباب لن تخرج عما ذكرناه سابقا، وما ينبغى أن يجيب عليه الوزير هو:
أين تدريب السائقين وعمال السكك الحديد؟!.. لماذا تتكرر في مصر فقط هذه الحوادث بهذا الشكل المروّع؟!.. وأين مشروع التطوير الذي تنفق عليه الدولة مليارات الجنيهات؟!.. وهل سيتم الاكتفاء بإقالة عدد من مسئولي هيئة السكك الحديد؟. وأين خطة معالي الوزير التي تحدث عنها من قبل للوصول بالحوادث الجسيمة في السكك الحديد إلى "صفر"؟!
إن الأمل الآن في تدخل على أعلى مستوى من أجل حماية أرواح المصريين التي تزهق على القضبان والتصدى للفساد في هذا المرفق المهم، وحتى لا نأتى بعد وقت وجيز لنتحدث عن حادث قطار جديد، ونقول نفس الكلام المكرر، ونترحم على الضحايا ونصرف التعويضات للمصابين.