«عم على» ضحية جديدة للروتين والإهمال الطبي.. مصاب بكسر في الحوض «كعب داير» بمستشفى الهلال.. يقضي ساعات أمام «الأشعة والتحاليل».. والأطباء رفضوا إجراء العملية إلا بعد تصري
عم "على" في العقد السادس من العمر، رضي بقضاء الله وقدره بعدما أصبح قعيدًا في المنزل عقب إصابته بجلطة في المخ، ليعيش حياته مستندا على عكازة يساعده أبناؤه في قضاء احتياجاته، وفي يوم من الأيام سقط عم "على" من على عكازة فأصيب بكسر في الحوض، ونقله نجله لمستشفى الهلال بشارع رمسيس لتلقي العلاج، فكانت بداية لرحلة شقاء جديدة بدأها عم على مع المستشفى الحكومي منذ 3 أسابيع ماضية، ظل خلالها يسير في طرقاتها وأدوارها على سرير متحرك غير لائق للاستخدام الآدمى، يزيد ألمه.
وصل المطاف بـ"عم على" إلى مريض نائم على سرير طبي في وسط المستشفى، وأبناؤه حوله يترجون الأطباء والممرضين أن ينتهوا من الفحوصات والأشعة في أسرع وقت ممكن لإجراء العملية، بدلا من ترددهم كل يوم على المستشفى، ومعاناة والدهم من الآلم بداية من نزلوه من الدور الثامن بالعمارة المقيم فيها وصولا للمستشفى وتردده بشكل يومي كعب داير على أقسام الأشعة والتحاليل.
سرير غير لائق
"جم عليا أووي".. بتلك الكلمات بدأ "عم على" كلماته في حواره مع جريدة "فيتو" بنبرات حزن وعيون مليئة بالدموع، حيث قال: "في أول يوم دخلت فيه المستشفى فضلت من الساعة 8 صباحا حتى الساعة 11 مساء في غرفة الاستقبال ملقى على سرير صاج مدجج بالحديد والصفيح ما سبب لى الآم كثيرة، وأن بتوجع من آلم رجلي، وتسبب السرير في زيادة الآلام بظهري فهو غير مريح على الإطلاق، وانتهي اليوم بتركيب الشداد في آخر قدمي، ولا قيمة له، وطلبوا مني الذهاب في اليوم التالي لعمل الأشعة".
الانتظار أمام الأقسام
واستكمل عم "على" قائلا: "في اليوم التالي تكررت نفس المعاناة، وانتظرت أمام غرفة رسم القلب من الساعة 11 صباحا حتى الساعة 3 عصرا وأنا في انتظار نزول الطبيب، أتوجع من شدة الآلم وأبكي بكل حرقة لما أصابني، وكأن الضمائر كلها ماتت، وكل غرفة أذهب إليها لعمل أشعة أو تحليل أقف أمامها بالساعات، واليوم جئت على أمل أن أجري العملية ولكن رفضوا إجراءها قبل الحصول على تصريح من وزارة الصحة بإجراء العملية على نفقة الدولة نظرا لارتفاع تكلفتها".
تصريح الصحة
وقال أحد أبناء "عم على": "أبي يعاني من جلطة في المخ منذ أكثر من 20 عاما، ولم يراع المستشفى حالته ولاقى كثيرا من الإهمال"، وأضاف أنه يسكن في الدور الثامن وكل يوم يحمل والده على كتفه بمساعدة أشقائه، وهو يتوجع ولا يطيق الآلم ويأتي به إلى المستشفى، ولكنهم يرفضون إجراء العملية لحين استخراج تصريح وزارة الصحة والانتهاء من الفحوصات التي أرهقتهم كل يوم، رغم أنه من السهل وبكل بساطة أن تنتهي تلك الفحوصات في يوم واحد.
وتلقي أطراف الحديث "محمود" الشقيق الثاني لعم على قائلا: "كيف تسمى مستشفى حكومي وكل خطوة فيه بفلوس، وتكلفنا أموال باهظة، إحنا بنعمل أشعة الايكو بـ250 جنيه ورسم القلب بـ 150 والتحاليل بـ 475، غير مصاريف العلاج"، متابعا: "كل حاجة هنا بفلوس والناس هنا بتموت ومفيش رحمة ولا إنسانية".