فنانة توثق تراث الواحات بألوان الزيت
ليست مجرد رسومات عادية مرسومة بألوان الزيت، ولكنها لوحات فنية تراثية يمكن من خلالها السفر عبر الماضي والحاضر والمستقبل، هكذا تصف الفنانة الواحاتية إيمان السيد أعمالها المميزة التي تنفذها للحفاظ على التراث الواحاتى من خلال لوحات فنية وجدريات جسدت فيها الحياة القديمة لأهالي الواحات ووصفت البيئة المحيطة بها وسطرت حقب كثيرة من التاريخ كانت غير معروفة في لوحات تخطى عددها حتى الآن 200 لوحة.
إيمان السيد فنانة شابة من واحة الداخلة خريجة كلية تربية فنية تخصصت في دراسة الديكور والمسرح، بدأت مشوارها الفني في عام 2005 بالتزامن مع تعيينها مدرسة تربية فنية بإحدى مدارس واحة الداخلة، حيث اتجهت لإضافة لمسة جديدة للفن الواحاتى من خلال رسم وتجسيد البيئة الواحاتية في صورة لوحات بألوان الزيت بهدف الحفاظ على التراث وحفظ الماضي والتأكيد على الهوية.
إيمان أكدت أن البيئة المحيطة بواحة الداخلة ووجود أماكن مازلت تحتفظ بهويتها القديمة كالمنازل المشيدة من الطوب اللبن ومزارع النخيل والصناعات الحرفية القديمة، ساعدتها كثيرا في رسم لوحاتها جسدت بها الماضي، حيث استطاعت رسم لوحات عبرت من خلالها عن لأفراح الواحاتية وتوديع واستقبال الحجاج والبادية وجمع محصول البلح وصناعة الخزف والفخار وغيرها من العادات والتقاليد الخاصة بالواحات.
وأضافت أن حبها لرسم وتوثيق التراث لم يقتصر فقط على رسمها للوحات فنية خاصة بها، وإنما ساهمت في نقله لطلابها داخل المدرسة التي تعمل بها من خلال تدريبهم على رسم لوحات تراثية بألوان الزيت والألوان المائية، بالإضافة إلى تدريبهم على التصميمات المتعددة للطابع الواحاتى خاصة أن هذا الطابع عاصر حضارات متنوعة وظهر فيها كالحضارة الفرعونية والحضارة القبطية والرومانية والإسلامية، مؤكدة إن أغلب اللوحات التي يتم تدريب الطلاب عليها يتم رسمها بالزيت نظرا لأنه يضيف لمسة جمالية كبيرة على الرسومات بالإضافة إلى أنه عمره أطول في اللوحات.
ولفتت إيمان إلى أن نجاح فكرتها ولوحاتها التراثية ساهمت في مشاركتها في العديد من المعارض الفنية التي ضمت العديد من الفنانين المصريين والعرب حيث شاركت بمعرض في دار الأوبرا للفناين العرب ومعرض بمكتبة مصر العامة بحضور نقيب الفنانين التشكيليين، ومعرض دافنشى، ومعرض آخر في قصر ثقافة الجيزة.
مضيفة إن هذه المعارض يتم دعوتها اليها بشكل فردى، كما انها قامت أيضا بتنفيذ معرضين خاصين بها كان اولهم في عام 2009 حضره افتتاحه الدكتور يسري الجمل وزير التعليم السابق، ومعرض آخر في عام 2017 افتتحه وزير الثقافة السابق الكاتب حلمى النمنم، مضيفة إن عدد اللوحات التي قامت برسمها تخطى حتى الآن 200 لوحة أغلبها عن تراث عن الواحات منها 50 لوحة في المركز الاستكشافي للعلوم بواحة الداخلة، وهناك 20 لوحة أخرى بمجلس مدينة الداخلة، بالإضافة إلى 30 لوحة بمدرسة نجيب محفوظ التي تعمل بها، وهناك لوحات أخرى محتفظة بها بمنزلها، كما أنه استطاعت تصميم أكبر جدراية تراثية للواحات بطول 4 أمتار في 2 متر، لافتة إلى أن عملها لا يقتصر فقط على الرسومات بل إنها أيضا مصممة للديكور والمسرح، ونفذت 10 مسرحيات حتى الآن، وحصلت على المركز الثانى في عام 2016 كأفضل ديكور مسرحي على مستوى الجمهورية.